1

25 5 3
                                    


ما الفرق بين جملة " أبي" و " والدي"؟

- نودلز مجدداً؟! ألم اخبرك ألا تتناوليه على العشاء؟؟

صاح الأب وهو يضع المشتريات على الطاولة بفوضوية ، كانت الاوردة تبرز من عنقه وهو يصيح

- مالكم في هذا البيت اللعين؟؟ اهذا جسد فتاة ستذهب للجامعة بعد اشهر؟ حتى الذين في المرحلة الابتدائية اكثر صحة و قوة منك ، من يراك سيظن انك تعيشين في مجاعة و لا احد سيفكر بما اكده لاجل الغذاء اللعين هذا.

كانت تقسم ان الطاولة تهتز بمجرد حديثه بعد ان كانت تظنها هلوسات لكن بلى! صوته بدأ يعلو و يعلو أكثر وهو يمسك بمعصمها و يكمل سمفونية التانيب المعتادة.

- انظري لهذه الذراع البائسة انظري! لماذا لا تاكلين فحسب كاخوتك؟؟ أوتظنين أني امتلك المال لاذهب بك للمشافي بعد ان يغمى عليك ؟ سيغمى عليك قريباً انا واثق و عندها ابصري ما سيحدث.

كانت اختُها الرضيعة تبكي بصوت عالٍ فكرت أن شقيقتها قد ورثت هذه الحنجرة من ابيهما لذلك ابتسمت بينما تفرك معصمها من قوة شد والدها عليه ، نظرت للطبق.. كان الصحن ما يزال ساخنًا و الشوكة نظيفة ولم تاكل بعد شيء ، قالت بآلية:

-أبي.. هلّا جلست قليلاً رجاءً ؟ اريد أن انهي هذا الموضوع أيضاً كما تريد!

و اشارت بيدها للكرسي الذي امامها على الطاولة ، كان والدها ما يزال غاضباً.. غاضباً و ساخطاً بشدة و من غضبه دفع الطاولة عن الكرسي -على غير الطبيعي- و جلس في الكرسي القريب منها وعلى رأس المائدة -كمكان الآباء المعتاد- كان قد فتح فمه لينطق لكن وعلى غير الطبيعي -مجدداً- خرجت الدماء بدلاً عن الكلمات اطلق عدة انات وهو ينظر لابنته نظرةً هلعة.. مصدومة و غير مصدقة.. نظرةً تشبه نظرة ايفان في لوحة ايفان الرهيب.

صُدم رأسه بالطاولة و ما تزال عيناه شاخصة تنظر لابنتِه.. لكن... لكنها كانت تبدو و كأنها لا نتظر لابنته بل للفراغ البعيد و البعيد.

صدرت تنهيدة طويلة منها و كأنما كانت هناك منذ عقود.

و اعادت انظارها أخيراً للطبق.

-كان عليه ان يجلس في الكرسي الابعد و الذي امامي ؛ الان.. تلوث النودلز بالدماء..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 13 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نودلز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن