The first culprit 1

110 9 7
                                    

الظلام يحيط بي من كل جانب، يلتهمني بشراهة. أشعر وكأن الجدران تتحرك نحوي، والهواء ينفد أكثر فأكثر. يتركني هذا الشعور بأن شيئًا أسوأ سيحدث هذه المرة، أسوأ بكثير مما يمكن لخيالي أن يتصور. كل يوم أعيشه هنا، مسجونة تحت الأرض في زنزانة تحت هذا المنزل. لم أشعر يومًا بأن هذا المكان منزلي، ولا هذا الرجل أبي. لطالما تمنيت أن أكون شخصًا آخر، أن تكون لي عائلة مختلفة، ولكن الواقع يصفعني بقسوة أكبر في كل مرة.

الحشرات والفئران تحيط بي في كل مكان، لكنها لم تعد تخيفني، فالواقع بات الشيء الوحيد الذي يملأني رعبًا. ما مررت به وما زلت أمر به قد قتل قلبي وأباد كل مشاعري، لم يتبق لديّ أي إنسانية أو رحمة. هذه الجدران باتت لا تُطاق، حتى التشققات المرسومة عليها تبدو كأنها تبكي لحالي، تتساءل إن كانت ستتحطم يومًا وتتحول إلى غبار. يا ليتني أستطيع أن أتحول إلى غبار وأهرب من هذا الجحيم.

أنا هنا، محجوزة في زنزانة ضيقة لدرجة أنني لا أستطيع الوقوف، مربوطة بسلاسل كحيوان. لكن حتى الحيوانات تُعامل أفضل مني. هذا الرجل، أبي، يذهلني كل مرة بطرق تعذيبه المبتكرة. أتساءل ماذا سيحدث اليوم، فما عاد في جسدي جزء يصلح للتعذيب. حتى وجهي فقد ملامحه.

فتح الباب وسحبني بسلاسلي من رقبتي ويدي ورجلي. لم أشعر بشيء، فقد اعتدت على الألم. وضعني في غرفة أخرى وربط سلاسلي بعمود. ولكن ما زلت أشعر أن هناك شيئًا أسوأ سيحدث.

نظرت إلى الجانب الآخر من الغرفة، فرأيت عائلتي. لماذا هم هنا؟ لماذا هم مربوطون على الكراسي؟ لطالما كان يكتفي بتعذيبي وحدي، فما الذي تغير الآن؟

حاولت الكلام لكن الشريط اللاصق على فمي منعني. لم أكن أعلم أن ما سيحدث لاحقًا سيكون الجحيم بعينه.

رأيته يتجه نحوهم وبيده سكين كبيرة. حاولت الصراخ، حاولت فعل أي شيء، لكن بلا جدوى. كل جزء من جسدي كان مكبلًا. رأيته يشق رقبة أختي الصغرى، ثم أمي، ثم أخي بنفس الطريقة. رمى السكين ونظر إليّ قائلًا: "لن أقتلك، فهذا سيكون رحمة بك. أريد أن أعذبك بأقصى ما أستطيع. هذا اليوم سيكون محفورًا في ذاكرتك، لن تنسيه أبدًا. في كل مرة تتذكرينه أو تتذكريني، ستفقدين جزءًا من روحك، ستتذوقين عذابًا لا يمكن للسكين أن تسببه."

ثم رأيته بعيني يهرب بعيدًا، بعيدًا جدًا، ولا أحد يعلم بحالي. في تلك اللحظة، شعرت بكل طعنة وجهها إليهم تقتل الجزء المتبقي من قلبي وإنسانيتي ورحمتي. كأن الجحيم قد حل بداخلي، نارًا لا تنطفئ أبدًا. عندما ماتوا، مات معهم قلبي وروحي. ومنذ ذلك الحين، أصبحت جسدًا مجمدًا، قاسيًا بلا رحمة. وأقسمت بأن أجعله هو والعالم كله يدفع ثمن معاناتي.
............................
أنا الآن أصبحت أبث غضبي بالقتل، أقتل للمتعة. كنت أستهدف الناس السعداء في حياتهم، آخذ كل شيء منهم ثم أقتلهم. لست مستغربة أنني لا أشعر بالذنب على الإطلاق، فالواقع لا أشعر بشيء. لم أجرب شعور السعادة حتى في أكثر شيء أحب أن أفعله، وهو القتل. كل مشاعري تتلخص في الكره.

أول مذنب لي كان سهلًا، لم أجد صعوبة في قتله. لن أقول ضحايا، لأنهم ليسوا ضحايا، بل مذنبون. الجميع مذنب، والجميع يستحق الموت. المذنبة كانت سعيدة بحياتها، أهلها يحبونها، وحياتها مثالية لدرجة لم أكن أتصورها.

حينها راودتني فكرة: لماذا هي ولست أنا؟ لستُ ملامة.
وأنا أراقبها من بعيد أمام بيتها فكرت في كيفية أخذ كل شيء منها أولًا. كانت فتاة ما زالت تدرس، ولا تمتلك مالاً ليكون المال سعادتها، ليست متزوجة ولا لديها أطفال ايضًا حينها استوعبت أن سعادتها تتشكل في عائلتها.

_نفس القصة، ولكن الشرير مختلف، يا أبي.

كنت أراقبهم لأيام، أنتظر الفرصة المناسبة. حينها أدركت وأنا أنظر إليهم أن العائلة كلها موجودة هنا. _**هذه فرصة لن أضيعها، فلن تذهب سنوات تدريبي على القتل سدى.**_ دخلت المنزل، فوجدت الفتاة في غرفتها، وأمها وأبويها في غرفتهم الخاصة. _**بمن أبدأ؟ الفتاة أم أهلها؟**_ قررت في النهاية.

دخلت إلى الغرفة ومعي سكين كبيرة، وهي نفس السكين التي كانت مع أبي. ربما أنا مجنونة أو مريضة، لكنني لم أعد أهتم. أخذت الفتاة وجعلتها تقف أمام العمود، ثم ربطتها بالسلاسل، تمامًا كما فعلت مع أمها وأبيها، حيث قيدتهما إلى الكراسي بنفس الطريقة التي كان أبي يربطني بها.

ثم توجهت إلى أمها وذبحت رقبتها، ثم انتقلت إلى أبيها وذبحت رقبتَه بنفس الطريقة. نظرت إلى الفتاة التي كانت غارقة في الصراخ والبكاء، والذي لم يؤثر فيّ على الإطلاق، وقلت لها: "أنتم المذنبون." ثم ذبحت رقبتها، وطليت يدي بدمائها وكتبت على الحائط: _**السعادة هي ذنبهم.**_
ثم ذهبت بخطى باردة وثابتة، غير مبالية بالمذبحة التي ارتكبتها للتو. عدت إلى البيت الذي كنت أتعذب فيه، فهو دائمًا يذكرني بمن أكون وبمن أصبحت. اللون الأحمر يملأ كل مكان، فلم أمسح دماءهم منذ ذلك الحين؛ كيف لي أن أفعل ذلك؟

ذهبت إلى الحمام لأغتسل من الدماء، ونظرت إلى المرآة التي أمامي. في انعكاسها، لا أرى نفسي بل أرى أبي، أرى الفتاة التي صنعها أبي. أكره هذه الندوب التي تملأ كل جسدي. كان أبي محقًا، كل شيء سيذكرني به وبما فعله، وبذلك اليوم الذي يشعرني بالألم الذي لا تستطيع سكينه أن تسببه.

لا أستطيع أن أنام كالمعتاد. عيناي لا ترمشان، لا تبكيان، مجمدتان، لا تتأثران ولا تشفقان. أذهب إلى الغرفة التي كان يعذبني أبي فيها. شيء ما بداخلي تعود على التعذيب، وهو ما يدفعني لفعل هذا بنفسي. هناك شيء يريد أن يجدد جروحي، يريدني ألا أشفى. لذلك أرتدي ملابس تكاد تظهر منها كل جروحي المختبئة تحتها.

.......................................
خليك  جدع واعمل تصويت وفولو ليا ♡
هوضح حاجات اكتر في الفصول الجايه ♡
البارت دا قصير عشان التشويق  بس الباقي هيبقي أطول ♡
انا عارفه انكم عاوزين تعرفوا مين البنت الغلبانه اللي ماتت الوقتي هي وعيلتها وكمان معلومات عن البطله ودا هيبقى موجود في الفصول الجايه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 13 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

HAPPINESS||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن