تجمع أهل القرية حول التل المشتعل، أعينهم مليئة بالخوف والحزن. صرخات الجميع تملأ الهواء بينما يحاول الجميع إخماد النار بأقصى ما يستطيعون. كان الظلام دامس ، مما زاد من صعوبة المهمة.
**أحد الرجال:**(وهو يصرخ)نحتاج إلى مزيد من الماء! هل جلبتم الأوعية؟
**امرأة مسنة:**(بصوت متقطع)أين صفيه؟ هل رأى أحدكم صفيه؟لا بد أنها في مكان ما هنا .
بعد ساعات من الجهد المضني، نجحوا أخيرًا في إخماد النار. كان التل مليئًا بالدخان.
**احد الرجال:**( بصوت انتشر في ارجاء التل ) لتبحث النساء عن اي اثر لصفيه حول التل وقرب حدود الغابة الصامته . اما انا و الرجال معي سنبحث داخل انقاض المنزل .
بدأ النساء في البحث في جميع أرجاء التل ، واتجه ذلك الرجل ومن معه نحو انقاض منزل صفيه لتأكد من انها ليست هناك .
اقترب الرجل ومن معه ، وبدأوا في رفع الحطام والأنقاض
و بعد لحظات من العمل الشاق، وجدوا هيكلاً عظمي.
كان يصعب التأكد هل هو لصفيه ام لا .
حمل الرجال الرفات و يقدمو به حتى تجمع عليه الرجال و النساء فكانت الصدمة عندما صرخت احدى النساء و هي تمسك رأسها :( انها صفيه )
**والد مريم:** وكيف عرفتي انها صفيه يا سعاد ؟
**سعاد:** ( بتردد ) انظر ... انظر الى يديها اليمنى انه السوار الذي أهديتها إياه العام المنصرم.
بكت النساء بصوت عالٍ، وانضم الرجال إلى الحزن، فلقد كانت صفيه تجسد الطيبة والحنان في قريتهم. بوجهها المستدير وعينيها البنيتين اللامعتين، كانت تبتسم لكل من حولها دائمًا، مما جعلها محبوبة من الجميع.
**سعاد:**(بنبرة مليئة بالأسى) : يا صفيه، يا حبيبتنا... من فعل بك هذا؟ .
**امرأة من القرية:** لابد ان ابنها هو السبب ، فمنذ ولد و المصائب تحل على سرحان و صفيه ، مات سرحان غريق و ماتت صفيه حريقه .
**مريم:**(بتجهم) لسنا في موقف يسمح لنا بالخوض في التحقيقات، فلا بد من ان ندفن جثمان صفيه .
نزعت سعاد ردها الأحمر وكان كبيرا يكفي لتغطية جثمان صفية به ، اخذت سعاد و النساء بلف جثمان صفيه في الرداء وعندما انتهو نظر الجميع إلى سعاد التي كانت تدمع عيناها وهي تراقب جثمان صفية الملتف في ردائها الأحمر المفضل.
**سعاد:**( بصوت متألم ) سندفنها تحت تلك الشجرة ذات الأوراق البيضاء ، فلقد كانت تحب الجلوس اليها و القراءة تحتها .
بدأ الرجال بحفر القبر بيديهم ، ولم تمر لحظات حتى بدأت سعاد بمساعدتهم . كانت الأرض ناعمة وسهلة الحفر .
بعد الانتهاء من الحفر، وضع الرجال الجثمان بلطف في القبر .
**سعاد:** نعم، ستكون سعيدة هنا، بالقرب من الشجرة التي كانت تظللها دائماً.
