أحِبك 4 - ماذا تعرف عن الألم ؟

80 11 78
                                    

الونشوت مُقتبس مِن فيديو تيك توك كوري و الباقي مِن تأليفي .

ـ❀ـ

في أول لقاء لَنا كان يَقف على حافةِ الجسر يَنوي الإنتحار ، و رُغم أنني لا أعرفه إلا أنني جَزعت ، أن أرى شابًا في مُقتبل العُمر بَهي الشكل يَقف بِكل يأس لِإنهاء حياته ، خِفت كثيرًا أن يَفعلها .

و رُغم خوفي إلا أنني كُنت غاضِبًا مِنه ، غاضِبًا منه و من كُل الحمقى الذين يُفكرون بِالإنتحار و إنهاء حياتهم .

لِم الاستهتار بِالروح ، أنت حقًا لا تعلم كَم يُعاني الكثير مِن الناس لِلبقاء على قيد الحياة .

هناك حُروب تُقام و الكثير مِن الأرواح تُزهق بِأبشع الطرق ، الكثير و الكثير من الأحلام و الآمال الصغيرة تموت مَع مقتل هؤلاء البَشر و أنتَ تُفكر بإنهاء حياتك .

حياتك كانت و ستكون دومًا هي الهِبة الأعظَم من الرب ، فكر دومًا بأنك مُنحت الفرصة لِلبقاء على قيد الحياة بَينما حُرم غيرك منها ، حتى و إن لم ترغم بِهذه الحياة فَهذا لا ينفِي كونها هِبة .

أتساءل ما الذي دَفع بِهذا الشاب الوسيم لِهذا الفِكر ، ما الذي حدث كَي يُقرر إنهاء حياته ، هل هو بائِس لِتلك الدرجة ؟

تَقدمتُ نَحوه بِخطواتٍ سَريعة ، كُنت مُتعبًا لكنني واصلت تَقدمي حَتى أمسكتُ بِمعصمه .

كان جَسده بارِد و هزيل ، يَرتجف بِقوة و يَبدو أنه خائف ، هل هو يخاف الموت ؟ ، أم أنه يا تُرى يخاف أن تفشل مُحاولته ، فَكما أرى هُناك آثار لِعلامات إنتحار سابقة على مِعصمه العاري .

إلى أي حد أنتَ مُرهق يا فَتى ، إلى أي حد أنت يائِس و عاجِز ، هل كانت الحياة قاسِية لِتلك الدرجة ؟

استدَار نحوِي على نحوٍ بَطيء و نَظر في عيناي .

لا أعلم من قال بِأن العُيون بِإمكانها أن تتحدث لَكنني الآن أُؤمن بِما قال ، فَعيني هذا الشاب حَكت لي الكثير ، بَاحت لِي بألمٍ سَكن فُؤاده و أحرَق رُوحه المُتعبة .

أرى و أوقِن تمامًا أنه ليس على ما يُرام ، في خُلده الكثير ، تحمل عيناه الحُزن و الألم و الكثير مِن الغضب ، غضبٌ مِن العالَم بِأسره .

نَظر لِيدي المُمسكة بِمعصمه و ظل صامتًا لِدقائق طوال ، يَبدو أنه غَاص في تفكيره بَينما يُرقِب يدي .

بَعد دقائِق رَفع رَأسه نَحو وجهي و نَظرَ في عيناي ثُم تَفحصني جَيدًا لِبُرهة ، أعاد عيناه لِعيناي و نَطق بِبحة صوته
"أفلِت يَدي"

أُحبك || YMWhere stories live. Discover now