الفصل الثاني
في ذلك الوقت كانت برَسيس تقف في الحديقة تبكي بشدة ولكنها سمعت صوت لم تميزه، نظرت خلفها واتبعت هذا الصوت حتى وجدته، نعم هو ألاريك ممد على الأرض وملطخ وجهه بالدماء، نظرت بصدمة للسيف العملاق الذي يمر بقلبه ويخرج من ظهره، فظنت أنه تعرض للاغتيال للتو، ففزعت وارتعبت ملامحها وقلبها، خشيت أن تفقده فهو حبيبها وزوجها المستقبلي حتى إن لم يحبها ،
تجمعت دموعها وتمنت إن تكون قدرتها هي الشفاء وليست السمع الخارق أو الظهور في الأحلام، شعرت أنه ذنبها فقد حدث له هذا بسبب تلك التعويذة الغبية أماتوس التي ستسبب له الهلاك كما قالت ڤيرينا، أخذت تهزه بعنف وهي تصرخ باسمه "ألاريك، ماذا حدث لك؟ استيقظ يا عزيزي، لا تمت أرجوك، أنا آسفة".سقطت دموعها الساخنة على وجه إياد، حاولت أن تطلب المساعدة من أي شخص، ولكنها وجدت كبير الكهنة يركض نحوها ومعه اثنان من رجاله، فذهبت نحوه وقالت بفزع وهي منهارة "ساعدني يا سيدي، فقد تعرض ألاريك للاغتيال، انقذه أرجوك ولك ما تريد"
اقترب ليساندر منه واستشعر نبضه، ثم أمر رجاله أن يحملوه بسرعة وقال محاولًا أن يطمئنها "اهدأي يا مولاتي، ما زال على قيد الحياة ولكن نبضه ضعيف للغاية، دعينا نحمله إلى غرفة بالقصر لأعالجه"
فقالت سريعا وهي تتحرك أمامهم "حسنًا لننقله إلى غرفتي بالطابق الأول، هيا... هيا سندخل من الباب الخلفي للقصر"
وبالفعل وضع رجال ليساندر ألاريك - كما يعتقدون - على فراش برسيس، نظر ليساندر إليه ولم يبدو على وجهه أي قلق كأنه يعلم ما حدث وأن هذا الرجل ليس ألاريك، فنظر إلى برسيس فوجد أن حالتها أصبحت مزرية، يداها ترتعشان ووجهها منتفخ من البكاء ولازالت تبكي، فقال محاولًا أن يهدأها "لا تقلقي مولاتي، ألاريك طاقته الروحية كبيرة وسينجو من هذا، فقط من فضلك انتظرينا بالخارج"
فقالت رافضة وهي تبكي "لا.. لا أستطيع أن أتركه، فأنا من تسببت له بذلك"
لم يفهم ليساندر مقصدها، فقال بنبرة حاسمة "اخرجي الآن إذا كنتِ تريدين حقًا أن ينجو من ذلك"وافقت برسيس بقلة حيلة وخرجت بهدوء.
___________________
على الجانب الآخر كانت أميرة تقود سيارتها، وكانت تبكي على ما حدث لها مع إياد، أخذت تسب وتلعن نفسها أنها هي من أخطات حين أخبرته بحقيقه مشاعرها وهي تعلم أنه لا يحبها.
بدأت السماء تمطر بغزارة بسبب العاصفه القوية ، تخلل إليها الشعور بالذنب تجاه إياد، فقد يأخذ صديقه ساعاتين أو أكثر ليصل إليه، بدأت تلوم نفسها أنها تركته من البداية، ولكنها تذكرت ما فعله معها، اخذت تضرب قلبها الأحمق الذي احب وغدًا لم يبادلها أي مشاعر، لكنها حسمت أمرها أنها ستذهب له فالعاصفة قد اشتدت بقوه.
أنت تقرأ
موتاتيو MUTATIO - فانتازيا الكون الموازي
Fantasyمَاذَا إِذَا اِسْتيْقظتْ - يوْمًا مَا - ووجدْتُ اَلحُلم يُصْبِح حَقِيقَة ؟ ؟ ، شَعرَت وَكَأنَّك عَودَت بِالزَّمن إِلى الماضي وَلكِن . . . وَجدَت أَنَّك بِالتَّاريخ نَفسِه وبالْيوْم نَفسُه ، هل ستصدِّق أَنَّك فِي الواقع أم ستفكِّر أَنَّك مَا زَلَّت ف...