القـمَـر الأول || α'

272 21 54
                                    

-تم تعديل الفصل-
«!»

في ذلك اليوم الذي يعتبَر مصيرًا لتلك الأرواح العشر المنتقاة من بلاد مختلفة، التي تتوارى تحت الغيُوم الرّمادية ،اختارتهم الأحجار وارثين لقواهم من آبائهم، يسيرون لوجهة واحدة ..

فكُل الطرق تؤدي لجبَل العقيق..
مركَز الأرض و بؤرة تواجد «كريستاليوس»

تتلبّد السّحب التي تخفي السّماء الزرقاء، بينما تتساقط الثّلوج البيضاء مُتحدّة مع صوت صرير الهواء، ومكابح السيارة السوداء الّتي تسير بصعوبة وسط تلك الأرض الصّماء، تسند فتاة وجهها على زجاج النافذة بينما يلامس خدها، فتحت دفتر مذكراتها التي كانت تكتب أحداث أيّامها السعيدة قبل هذه اللحظة، وأمسكت بين أناملها قلم حبر أسود ودفترًا ذا غلاف مخمليّ فُتِح على صفحة بيضاء تنتظر أن تسطر عليها مشاعرها.. ثم بدأت في الكتابة:

"كنتُ في ذلك الحِين أشاهِد السّماء وأتذّكر والدتي، كان أبي بجانبي لكن هذا لم يملأ فراغ قلبي الذي فُقد لاشتياقي لهَا، أريد حُضنا منها.. أو قبلةً، أو حتى صورة لَها، فتحتُ القِلادة التي أهدتها لي قَبل أسبوع، نظرتُ لصورتها متأملة عينيها،
وطِوال الطّريق كُنت آمل أن يعكِس أبي اتجاهه ويعيدني للمنزِل، لكنّه... كان يتحرّك للأمام لا للخلف، نحو جبل العقِيق، ولأن معرفته تتطلب أن تكون من المختارين، تتواجد الخريطة التي توصلك له في كتاب قديم مؤلّفه يُدعى بـ «نيروليسايد»"

*قلبت الصفحة وأكملت*

"لقد اختفَت وحمتي الزرقاء التي كانت في خدي الأسبوع الفَائت، وعادت بشرتي بيضَاء خالية من أي بقع"

قاطَع كتَابتها والدُها مخاطبًا إيّاها:

_فيولّيت، ابنتي، لا تقلقي ياعزيزتي، مادامت والدتكِ قد فَعلت هذا من قَبل، فأيقني أنّكِ سترجعين لي ولها بخير ،لا تثقِي في أحدٍ وتذكّري أني أحبك دائمًا.

اغرورقت عيناها دمعًا في تلك اللحظة، فمسحتها برِفق و أخذت نفسًا عميقا تشحن بها طاقتها..

«لا سبِيل للرّجوع ولا مستحيلًا للنّجاة..»

كانت تقترب من النقطة التي تقطع عالمَنا لأربع أجزاء، وجّهت بصرها نحو الجبَال التي كانت تملأ المَكان وتنتشر بانتظام حول تلك البُقعة، لم تستطع أن تُكمل مسيرها بالسيارة لأن الطريق مغلقٌ بسبب الأطواد التي شكّلت دائرَة مرسومَة، كان هناكَ طريق طويل يتسّع لشخص واحد أو عدّة على استقامة، فعرفت أنّ طريقها بمفردها قد بدأ، حضنت أباها، ودعته، ثمّ أخذت الكتاب وطلبت منه أن يعلم أمها بحبها الشدّيد لها.

كريستاليُوس_ورثة التّبر. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن