القمَـر الرّابع || δ'

62 10 5
                                    

«!»

في الضاحية الشماليّة من مدينة كريستاليُوس، يتواجد عجوز بلحية بيضاء طويلةً تتخللها بعض الشعيرات السّوداء التي بالكاد تُرى، يفتحُ كتابه من بين الصّخور المغلّفة بالغُبار، ويتمتم بشفتيه قراءته لبعض تلك السّطُور بصوتٍ أشجّ:

"تسِير إيفا برُفقة زملائها في الجامِعة التي تستقبل كل طالبٍ من أنحاء العالَم، حيثُ كلّفهم الأستاذ ببحثٍ حول جبل العقِيق. وبعد محاولات إقناعٍ من طرف تومُويا الّذي أتى من طوكيُو على أملِ أن يحقق حلمه في أن يصير عالمًا في خواص الأرض ويكتشف دواءًا لكل داءٍ، هاهُم يسيرُون نحوَ ذلك المكَان بعد أن اطّلع على مُعظم الكتب العلميّة في المكتبة. وحسب تلك المعلُومات فإنّ الطّريق ليس بطويلٍ إن انطلقُوا عند ظهور الخيط الأبيض من الأسود في الصباح التالي."

أغلق الكِتاب بيديه التي اسودّت بفعل الحِبر الذي يحِيط به.

وعندئذٍ التفّ يمينًا وألقى بذراعه نحو عمود حجري حادّ الرأس ليحتكّ به مع الجذوع الصغيرة المتجنّعة في ساق الشجرَة التي امتدّت جذورها وكأنّها جزء من ذلك المكَان و تشابكت أغصانها مع الرّياح.. تآكلت أطرافه بفعل عوامل عديدة لكن نقوشه لم تبهت بعد.

كتب العجوز على السّاق بخط دقيق تاريخ ذلك اليوم، وكأنما يسجل جزءاً آخر من قصة لم تكتمل بعد،
بينمَا كانت أصابعه الهشّة تدفع بكامل قواها ذلك العمُود، رُسِمت ولُوّنت خريطة في الصفحة المقابلة لكتابته من الكتاب وخُطّ على أسفل يمينها عنوان المخطوطة.. "كريستاليُوس".

_________

اجتمَع كلّ المختارين في المقرّ بعد أن رحَل أجدادهم وأنبؤوهم بعودتهم بعد أيام قليلة..، محاولين أن يجدُوا تفسيرًا لقولهم بعدم الهجوم على امبراطوريّة زوريسُول.

_ستليا: لن نستطيع فهم خطط داموكليس وآرليد سوى إن دخلنا للقصرِ وجمعنا معلوماتٍ كافية منهم.

_لن نستطِيع الدّخول فهم يعرفون وجوهَنا. قال مالاكايت قبل أن تستأنف حديثها قائلةً:

_علينا التضحية بأحدٍ منّا، فهذا حقّ على كلّ من أراد أن يحقق ما يريد، وعلاوةً على ذلك فإننا لن نُطِيل بقائنا خارجًا إن حدث لهُ مكروه، فهذا هو العهد الذي لن يخلفه أحدٌ منّا سوى إن رأى فيه خيرًا.

_سبج: مستعدّ للتخلّص من الحُراس خارجًا.

_وسأفهم تموضعات الجحافل داخل القصر بقدرة الاختفاء.

_قاطعهما مالاكايت قائلًا: إن حدَث مكروهٌ لأحد سأكون جاهزًا لشفائه.

كريستاليُوس_ورثة التّبر. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن