ماذا لو كتبت عن رجل لا يحب القهوة، لكنه يزور المقهى فقط كي يراقب العاملة الواقع بحبها بينما تقدم القهوة للآخرين، كيف تصف الموقف من وجه نظر البطل؟
كتب يبدأ من أعلى دفتره.. 'هذا اليوم العاشر من الشهر الثالث توالياً' تحملني ساقاي غصباً لهذا المقهى وأنا رجلٌ لا يعترف للقهوة إلا بمرارتها ولا أستحسن طعمها على شفتاي وهنا قاطعه صوت أنثوي عذب يسأله "الطلب المعتاد سيدي؟" فتمتم في سره "أجل..فنجان منكِ"
'اليوم الرابع عشر من الشهر الثالث توالياً' الآن هي تبتسم لي تنتظر أن أرشف من القهوة شيئاً لأخبرها رأيي.. من تظن نفسها لتغير طلبي؟ قالت بالأمس ستجرب غداً القهوة من صنيع يدي! تباً لقد استغلت بمهارة تشتتي في بريق عينيها وكالأبله وافقت وها أتى الغد وأفقت من سكرتي وفنجانها أمامي ينظر لي بخبث يريد مني تذوقه.. لكن لا!
'اليوم العشرون من الشهر الثالث توالياً' لم أكن أعلم أن القهوة تحمل تأثير الخمر حتى تذوقتها معها وليس فقط منها، تلك الابتسامة كيف ترمقني بطفولية فارغة الصبر حتى أقول رأياً قد يشن حرباً أو يعقد هدنة ولما ابتلعت بتلذذ واستمتاع شهدت عليه ملامح وجهي سحبت الفنجان من أناملي وارتشفته تقول بهمس تلك قبلتنا الأولى..بحق الإله أريد دفتراً جديداً.. أقصد عقلاً!
أنت تقرأ
"ماذا لو؟ " مقتطفات من صنيع يدي
Sachbücherهذا دفتر مملوء بالهراء والتراهات ، ربما تجد نفسك بينها