~البارت العاشر ~

333 3 0
                                    


* بسم الله الرحمٰن الرحيم *

_ دفعت الكرسي بقوة وجلست عليه بغضب وقهر بينما دموعها تاخذ مجراها على خديها
سوف ترى مالذي سافعله بك ولن اجعلك تفلت بفعلتك هاته بالسهولة التي تعتقدها، قالتها ملاك وهي تبكي لانها كانت تشعر بالذل والحقارة لانه قبلها رغما عنها ،لا وقد كانت تلك قبلتها الاول !
_ انزلت ملاك راسها وامسكت به ثم ارجعت شعرها للخلف وهتفت بحسنا لكي تسترجع طاقتها و تقوم بالاعمال التي يجب عليها القيام بها في المشفى.

***********************

_ في مكان آخر كان هيثم يقود بسرعة وما الا دقائق كان قد وصل لمكان ما في الغابة وقد بدأت الامطار بالهطول حيث كان المكان مخيفا بحق ومن يراه يجزم انه مثالي لافلام الرعب ، نزل هيثم من سيارته ولم يكن يبالي بالمطر الذي قد بلل ملابسه بل كان نظره مصوب نحو ذاك المنزل الصغير الذي يقبع في وسط الغابة والذي  يحطيه مجموعة من الرجال كأنهم يحرسونه.
هل هو بالداخل ؟ قال هيثم بنبرة باردة
الحارس: أجل سيدي إنه هنا.
هيثم: حسنا تستطيعون الذهاب الان.
- دخل هيثم وقد شرع في طي اكمام قميصه وفتح اول زرين منه .
ابتسم هيثم وهو ينظر لإلياس المقيد و هو يأن من الجروح التي خلفها رجال هيثم على جسده ووجهه
- نزع هيثم الشريط الذي كان على فم إلياس بحركة واحدة سريعة ثم اخذ ينظر اليه وكانه يتوعده انتقاما شديدا لما فعله..
كيف حالك ؟ قال هيثم وهو يبتسم ابتسامة استهزاء..
دعني احزر..هل يؤلمك هذا ، وقام بالضغط باصبعه على جرح بالسكين في ذراع الياس أين اخذ الآخر يصرخ بألم.
توقف هيثم واومأ براسه: اظن انها تروق لك مثلما تروق لي...ابتسم قليلا وسرعان ما تلاشت ابتسامته الزائفة وبدأ يضرب إلياس الممدد في الأرض بلا أي قوة او استطاعة لمقاومة الوحش الذي يقوم بتشويه وجهه فما استطاع إلا أن يجهش بالبكاء ويتوسل الرحمة لعل القابع امامه يرحمه ، بعد عدة من الدقائق توقف هيثم عن ضربه ووقف ينظر إليه وهو يلهث من المجهود الذي بدله لضرب ذلك الحقير ثم اردف قائلا : تعلم ان تاخذ ثأرك من الرجال كالرجال أيها الجبان ولا ان تتقاوى على فتاة مسكينة...تحرك بعدها نحو الباب واغلقه بقوة بعد ان خرج منه وقام بإشعال سيجارة لكي يخفض من نوبة الغضب التي كان بمواجهتها للتو ،ولو لم يفعل لكان قد دفن إلياس بمكانه رأسا على عقب .

***********************
_الليل قد حل وسرعان ما اخذ المطر يهطل بقوة وغزارة في الخارج ، يطرق نوافذ المنازل الفخمة و المتواضعة على حد سواء ...كانت ملاك تطل على احدى النوافذ المغلقة بشرود في المستشفى وهي تفكر في حياتها و كيف تغيرت رأسا على عقب بعد ان فقدت أبويها وأخاها بحادث سير كانت الوحيدة الناجية منها وكم حزّ في قلبها ذلك .. فكم تمنت ان تكون الآن معهم نجمة في السماء بدل ان تتعذب لوحدها هنا... قاطع تفكيرها صوت خطوات أحدهم وهو يغلق الباب ورائه بعد دخوله الغرفة التي هي بها ،فقامت بمسح الدمعة المتسللة الى خدها  والتفتت لترى مصدر هذه الجلبة وقد ظهر على تقاسيم وجهها الصدمة الكبيرة عندما رأت "خالد كبير" وكيف لا تعتريها الصدمة وهو خطيبها السابق الذي قامت بقبول عرضه لتفرح والدها الذي بدا لها سعيدا جدا به كصهر له وقد ظن أنه المناسب لابنته لكن هيهات...فهذا الدنيء أرادها فقط لأنها كانت بنظره جميلة ولأنه..قطع وعدا على اصدقائه أن يحصل عليها مثلما حصل على بقية الفتيات اللواتي رغبن بموادعته لمجرد ثرائه ووسامته وزرقة عينيه التي تخادع النساء و تخفي مكره التي باتت ملاك تعرفه جيدا، وسرعان ما فسخت خطوبتها به عندما لم يقف بجانبها ولو لمرة بعد وفاة عائلتها! بل كان يتذمر من حزنها وبكائها بجانبه وكثيرا ما كان يردد أنها حساسة زيادة عن اللزوم! وكيف لا يكون المرء حساس عندما يتذوق طعم الفراق ، بل ابشع شيء في العالم هو هذا..أن تفقد أمانك..
مالذي تفعله هنا ؟ سألت ملاك بحدة ووجه قاطب
أليس مرحبا بي هنا ؟ سألها بابتسامة خبيثة وهو يجلس على احدى الكراسي أمام مكتبها ، لم تتحمل الأخرى رؤيته هنا وخاصة بعد ما فعله معها لذا توجهت نحوه مسرعة ممسكة بذراعه وجره معها بصعوبة نحو الباب ثم فتحها ودفعه بعيدا .
مالذي تعتقد انك تفعله أيها السافل ؟ هل ظننت انني نسيت فعلتك ؟ أم انك تريد أن اهينك الآن.. ضحكت بسخرية واضافت والألم بعينيها : ولكنني لا أظن ان امثالك يشعرون بالإهانة..
عقب كلامها ضحك خالد وقهقهته التي ازدادت بفعل أن الممر كان خاليا..نظر إليها بابتسامة لم تفارقه واستطرد: انتي جميلة جدا عندما تغضبين لذا لما لا...
دفعت ملاك يده بقوة عندما حاول لمس شعرها واخذت ترمقه بإشمزاز واضح ،أرادت بعدها ان تتوجه نحو الممر لترحل من المستشفى فالوقت قد تأخر على أية حال ولم ينقصها سوى ان تتعامل مع هذا الخسيس الآن ، لكن يده اوقفتها عندما قام بامساك ساعدها بقوة وادارتها إليه حيث شهقت الاخرى ونظرت إليه مصدومة تحاول ان تتخلص من قبضته التي بدأت في ايلامها .
غرس اصابعه في جلدها محاولا الانتقام منها ومن كلماتها التي خدشت غروره وكبريائه كرجل وسرعان ما قال لها وهو ينظر لها مستمتعا بضعفها أمامه :لما لا نسهر سوية يتها القطة الشرسة فانتي تروقينني الليلة. حاولت ابعاده بيدها الاخرى بغضب فعاود امساكها بقوة أكبر حتى عادت تتأوه من الألم ولكنها أبت ان تطلق العنان لدموعها أمامه..هي لا تستطيع ان تريه انها ضعيفة..لا تستطيع!!
اتركني أيها الحقير  !! قالت بصراخ وهي تقاوم رغبتها بالبكاء وقد لازم صوتها بحة .
لم ينفذ طلبها مما دفعها الى الصراخ مرة اخرى بنفس الجملة ولكنه لم يتحرك انشا واحدا
مالذي يحصل هنا ؟ قال هيثم مشاهدا لما يحصل بنبرة حادة وقوية فقد دخل المستشفى بنية الاطمئنان على احد رجاله المصاب ،و كذا التكلم مع المدير بشأن بعض الأدوات الطبية التي سيضيفها له عندما تبين له الفتاة والمجاور لها الذي يبدو وكأنها تحاول التملص منه.
التفتت ملاك صوب الصوت وقد رأت هيثم يقف بكل هدوء واضعا يديه في جيبيْ سرواله..
لا شيء...إنها خطيبتي ونحن بصدد حل مشكلة قد وقعت بيننا ..ختم كلامه بابتسامة محاولا جعل الموجود أمامه يصدقه ولكن ملاك قد قالت بسرعة وبغضب: توقف عن الكذب واترك يداي الآن!!
اقترب هيثم بهدوء نحوهما ثم نظر لملاك لبرهة قبل ان يشيح بنظره للآخر قائلا بهدوء مخيف: اتركها..

ردَّ الآخر بسخرية :ولما علي ذلك؟ فمن أنت لكي تملي علي ما أفعله يا سيد ؟أو بالاحرى ماذا تظن نفس..قاطع كلامه لكمة هيثم الموجهة لوجهه بقوة مما دفعته للسقوط أرضا ولمس أنفه النازف بألم
شقهقت ملاك ووضعت يداها فوق فمها عندما لكمه فقد كانت حركة غير متوقعة بتاتا وخصوصا بعد الهدوء الذي كان يتكلم به .
لم يكترث هو بالأمر ونظر لها بينما نهض الآخر من الارض وهو يتوعد هيثم بالانتقام منه.

هل انتِ بخير ؟ قال ناظرا لها يتأكد عدم تاذيها .
أشاحت بنظرها عنه وأمائت بنعم
بينما انتبه هو بساعدها الذي به بعض من قطرات الدم بفعل قبضة الآخر
 
تنهد بقلة صبر ثم انفعل فجأة مخاطبا لها : مالذي تفعلينه بحق الجحيم هنا في هذه الساعة؟

نظرت هي له ببلاهة قبل أن تتوسع عيناها صدمة منه وغيظا وأجابته : لا أرى انك لك شأن بهذا أيها السيد...ولا تظن أنني نسيت فعلتك بمجرد أنك الآن انقذتني منه..أنهت جملتها بتوتر ملحوظ بسبب استيعابها انه أنقذها للمرة الثانية رغم جفاء وبرود تصرفاته معها...فهو يظهر كالملاك المنقذ لها كل مرة!

أطلق هيثم ضحكة سخرية ثم أماء برأسه وذهب.

نظرت هي له حتى اختفى من الممر الطويل وكم قاومت رغبتها بشكره ولكنها لم تفعل لأنه لا يستحق ذلك بنظرها...

*يتبع*🌙💙

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 29 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

~عرين الاسد~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن