رواية: "دفئ العيلة"
الجزء الأول: الجذور
في قرية صغيرة جنب الجبل، كان الجد "عم سالم" والجدّة "أمينة"
عايشين في بيت قديم من الطوب الأحمر والحجر. البيت كان بسيط بس مليان بالحب والحنية. حواليه حقول زيتون وعنب، وكان كل حاجة في حياتهم مبنية على شقاهم في الزراعة وتربية الغنم.
عم سالم كان راجل جدع وكلمته تمشي، بس في نفس الوقت كان حنين على عياله، مبيبخلش عليهم بأي حاجة. كان عندهم خمس ولاد.
أحمد، وفاطمة، وسليم، وسعيد، وليلى. كل واحد فيهم واخد حتة من طباع أبوهم وأمهم. أحمد كان الراجل الكبير اللي دايمًا يفكر بعقله زي أبوهم،
وفاطمة كانت الطيبة والحنان في العيلة زي أمهم. سليم وسعيد كانوا طول الوقت بين المزارع، بيلفوا في الجبل ويشوفوا الشغل. أما ليلى، كانت دايمًا بتحلم تروح المدينة وتعيش حياة تانية.
: الرحيل والعودة
عدت الأيام وكبر العيال، وكل واحد منهم اختار طريقه. أحمد فضل في القرية، مسك الأرض والشغل فيها بعد أبوه. فاطمة اتجوزت وسابت البيت،
بس كانت دايمًا على اتصال بأهلها. أما سليم وسعيد، فقرروا يطلعوا على المدينة عشان يدوروا على شغل أحسن. ليلى بقت خلاص عايزة تروح المدينة وتعيش الحلم اللي كانت دايمًا بتتكلم عنه.
في الأول، كانت الدنيا ماشية تمام، كل واحد في حاله. بس بمرور الوقت، بدأوا يحسوا بفرق كبير بين حياتهم في المدينة وحياتهم في القرية.
سليم وسعيد اكتشفوا إن الشغل في المدينة مش بالساهل، وإن الحياة فيها دوشة وتعب. ليلى كانت فاكرة إنها هتلاقي الراحة في المدينة، بس اكتشفت إن الحياة فيها مش زي ما كانت بتتخيل.
: الرجوع للجذور
في يوم من الأيام، اتصل أحمد بإخواته وقال لهم إن الجد "عم سالم" تعب جدًا، وحالته مش كويسة. الكل ساب اللي في إيده ورجعوا على القرية عشان
يشوفوا أبوهم. لما رجعوا، لقوا البيت زي ما هو، الدفا والحنية لسه موجودة، بس حسّوا إنهم بُعاد عن بعض وعن أصلهم.
قعدوا حواليين عم سالم وهو على سريره، وبدأوا يفتكروا الأيام القديمة، لما كانوا كلهم مع بعض، والأرض كانت تجمعهم. عم سالم وهو بيتكلم بصوت ضعيف قال لهم:
"العيلة هي اللي بتسند الواحد، مهما الدنيا فرّقتنا، لازم نفضل جنب بعض."
الكلام ده صحى فيهم إحساس بالمسؤولية ناحيتهم، وقرروا إنهم مش هيسيبوا بعض تاني. رجع سليم وسعيد للأرض، وأحمد كان بيساعدهم،
وفاطمة بقت تزورهم دايمًا. حتى ليلى، اللي كانت بتحلم بالمدينة، قررت ترجع وتعيش وسط أهلها، لأنها عرفت إن الدفا الحقيقي مش في المكان، لكن في الناس اللي
بنحبهم.: الدفئ اللي بيجمعنا
مرت السنين والعيلة كبرت، بس البيت القديم فضل زي ما هو، شاهد على كل اللحظات الحلوة والوحشة. بقيت العيلة كلها على قلب واحد،
وكل حد فيهم فهم إن مهما الدنيا خدتك بعيد، مفيش أغلى من حضن العيلة.
النهاية.
أنت تقرأ
دفئ العائله
De Todoتبقى العائلة هي الأمان الأول من عواصف الحياة.. عندما تكسر لا يجبرك أحد إلا عائلتك، تقويك وتعيدك للحياة من جديد. حينما تقع وتمد يدك للنجدة يضربك كل الناس على يدك إلا عائلتك، هي وحدها التي تحملك وتنفض عنك غبار ألمك.والسلام