طائر جريح

2.5K 45 81
                                    

زقزقة العصافير صباحاً هي اكثر ما احب سماعه ..... في هذا المكان الموحش

ما اجملك ايها الطير فأنت حر .... حر في التنقل من مكان الى اخر .... حر في الطيران

ليتني امتلك اجنحه مثلك .... كنت سأطير بعيداً و لن اعود الى هذا المكان ابداً

مهما حدث !!!

*****************
بدأ صباح جديد في الملجئ ..... هنا نعيش لنخدم انفسنا و كل يدبر اموره بنفسه

لقد توفي والداي في سن مبكره عندما كنت طفله في الخامسه ..... لا اكاد اتذكر شيئاً عنهما لأنني حين وعيت و بدأت افهم كنت اعيش في هذا السجن منذ البداية !!!

هنا يتسلط القوي على الضعيف و كل يدبر قوته بنفسه !!!

تعلمت القرائه و الكتابه من قبل الراهبات اللواتي يأتين لتدريسنا كل اسبوع لأن نفقات التدريس في المدارس اصعب

بلغت هذا اليوم عامي الثامن عشر ..... هذا هو يومي الموعود

غداً يجب علي ان اغادر الميتم ..... نحو مكان مجهول مجدداً و مصير اخر .... لم اعرف ما الذي تخبئة لي الحياة هناك لكن .... مادام اقل عذاباً من هنا فهذا يكفيني

قبل عام من الان اتت سيدة كبيره في السن ..... الجميع كان مستغرباً من مدى احترام مديره الميتم لها فقد توددت لها قدر الامكان و من ثم عرضت عليها كامل فتيات الميتم اللواتي بلغن سن الرشد

كنت صغيرة و مازلت ابلغ ال 17

لم اعرف وقتها ما الذي يحصل و لم افهم شيئاً لكن الجميع كان متحمساً لأختيارها و الكل اراد ان يكون الشخص الذي سيغادر الميتم برفقتها

لكن و لسبب ما وقع اختيارها علي .... و قد استدائي للجلوس معها في غرفة منفصله و هناك فهمت سبب مجيئها

" اجلسي !!! "

جلست على الاريكة امامها ... امعنت النضر بي للحضات قبل ان تتحدث بجدية " انا الجدة الكبرى لعائلة كودو !!! هل تعرفين هذه العائلة ؟؟ "

" تشرفت بمعرفتكِ سيدتي !! لا للاسف لست اعرف لأنني عشت هنا طوال حياتي و لم ارى العالم الخارجي !! "

ابتسمت برضا و اكملت " حسناً !!! عمرك 17 صحيح ؟؟ "

" ن... نعم !! "

" عندما تبلغين الثامنه عشر سأتي لأخذك الى قصر العائلة .... وقع اختياري عليكِ لتكوني زوجة حفيدي !! هل تعرفين ماذا يعني هذا ؟؟ "

" لا !! " اجبت بتردد

"في حال وافقتي  فهذا يعني انكِ ستكونين زوجة زعيم العشيرة و سيدها !!! الى ذلك الحين يجب ان تجهزي نفسكِ جيداً لهذه المكانه !!! "

" عفواً !!! لماذا انا بلتحديد ؟؟ "

" المراة التي تسأل كثيراً تصبح مصدر ازعاج لزوجها !!! اخترتك لأنكِ تبدين هادئة و مكسوره !!! " اردفت و هي تضع ملفاً امامي ثم وضعت القلم في اصبعي

العصفوره الجريحهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن