Part 1 "مشوار الندامة"

98 9 17
                                    

أعتذر إليك نيابتًا عن الظروف التي جعلتكَ تظن أنني لستُ قوية، المواقف كثيرة وصعبة، لا يمكنها أن تظهرني بقيمتي الأساسية التي خلقني الله بها، لا يمكنها أن تظهر متانتي، ولا انتصاراتي، ولا حتى أكبر مقاوماتي..

ولكني بالنهاية لا يهمني أن تظهر صورتي كاملة بإنعكاس عينيك، الهام بالنسبةِ لي أن تظهر صورتي الكاملة بمرآة ذاتي، أنني بالنهاية فتاة، وأستطيع مقاومة الحريق الناشب لأحصل على ما أريد.

كانت بنهاية يومها على ما تظن فللتو قد انهت تدريبها في تلك المستشفى المرهقة، تتجه ناحية منزلها بطاقة خاوية، تظن أنها قد أوشكت على الإنتهاء من ذلك اليوم الشاق بحراراته وثقله، ولكنها لم تكن تظن أن والدتها تراقبها من الشرفة العلوية للمنزل..

-" نارين، هاتي معاكي الطعمية من عمك سيد، أنا موصياه عليها."

رفعت شفتها العلوية بأعتراضٍ، ثم خبئت مقلتيها الزرقاوتان أسفل كفها من أشعة الشمس وقالت محاولة ألا تنفعل قارصة على شفتها السفلى:
-" جرا إيه يا ماما متقولي لمصطفى، حبكت يعني أنا أطلع كل يوم على عم سيد أجيب الطعمية!!"

-" آه حبكت يا ختي، يلا ابوكي عايز يتغدا"

زفرت بضيقٍ واضح ثم توجهت ناحية الشق الثاني بحارتها، الذي كان يتوسطه "سيد" بعربته الصغيرة التي تحوي فوقها أكلات شعبية، فنظر إليها "سيد" وضحك ضحكة واسعة وقال مهونًا:
-" معلش يا نارين، اتفضلي الطعمية ظازة"

فابتسمت تزيح تلك الملامح البائسة:
-" والله مفي حد مصبرني على العيشة غير طعميتك يا عم سيد"

تناولت من يديه الكيس البلاستيكي ثم توجهت إلى منزلها بالطباق الثالث، لم تكن تعلم أن تلك المتطفلة "أم عصام" تراقبها من فتحة الباب حتى سمعت صوتها.

-" أهلًا بالطالبة النجيبة."

تشنجت ملامحها بعد فزعها ثم ردت عليها بكل برودٍ بعد أن قامت بالبصق داخل ملابسها ثلاث مرات:
-" أهلًا بيكي يا أم عصام، كده يا أم عصام تقطعيلي الخلف، يرضيكي؟"

-" يقطعني يا نارين مكنتش أقصد، إلا يعني مالك كنت سامعة صوتك من تحت بتزعقي؟"

قالت سؤالها وهي تطالع الكيس الذي بيدها، فنظرت هي لها بحنقٍ من أعلى إلى أسفل ثم خبئت الكيس خلف ظهرها تقول:
-" والله يا أم عصام الجو حر وماما طلبت مني أجيب الطعمية من عند عمي سيد، قام عم سيد سألني مالك زي م أنت سألتيني كده رحت قيلاله ملكش فيه يا عم سيد والتزم حدودك عشان كده عيب وميصحش، إيه تحبي اقولك زيه ولا خلاص؟"

لوت السيدة شفتها بضجرٍ وبعدها تساءلت:
-" مشوفيتش عصام وأنتِ طالعة؟"

-" والله يا أم عصام عصام مش عاجبني، لعبي كده ومبيروحش المدرسة وبيقضيها لعب كورة وصياعة على ناصية الشارع مع الواد عبد الله ومحسن، أنا قلت اقولك تعقليه وتخليه يبص لمصلحته بدل م آخر السنة يكوعلكم ويجيبلكم سكتة ولا جلطة ولا حاجة!"

ڤيكتوري محلي | Local Victorinحيث تعيش القصص. اكتشف الآن