أعرف أنّك لم تنم، -ككثيرٍ من اللّيالي فأنت معتاد-.
معتادٌ على أن تحرس نومنا وخوفنا في جوف اللّيل بيقينك..هذا اليقين الّذي أريد أن أقابل الله به، أريد أن أحمل يديك أنت لأدعو بها، علّ الله يقبلني، أحتاج صلاتك لكي أقف أمامه نقيًّا..
أعرف أنّك لم تنم، وأنّك تحمل في قلبك مسؤوليّة أرواحنا جميعًا..
تبحث عن الرّشاد كما يبحث الرّشاد عنك وسيجدك بنفسه..
تستحضرني دومًا حكاية الشّيخ المفيد، وأذكر نصب أعيني قول مولانا الحجّة(عج) له:"«افتِ يا مفيد، إن أنت أخطأت علينا التّسديد..»
هذه اليد الخفيّة للمولى، الّتي تحرس قلقك وتفكيرك وصوابك ويقينك..
نحبّك،
ولا نخاف معك في الله لومة لائم، ونُصْدقك حين نقول خض بنا البحر سنعبره كما عبره مريدو موسى عليه السّلام...ربّما نحن اليوم على مفصل تاريخيّ من التّمهيد لمولانا الّذي ينتظرنا ليرفع راية التّوحيد. نسأل الله أن يلهمك الرّشاد -ويقيننا أنّه سيفعل-..
أعرف أنّك لم تنم، وكلّ ما أتمنّاه الآن لو كان لي أن أكنس عن أهدابك هذا التّعب يا «أبي»..