Part01:البداية

9 2 6
                                    

"أراقب الرسائل القديمة..

أقلب صفحات من الماضي..

وبكل صفحة كان قلبي ينخدش..

أدمنت تدخين آلامي وأحزاني إلى أن

امتلأ قلبي بالدخان ولم يعد صالحا"


خطوات أقدام مسرعة ارتطمت بِبِرَك المياه الصغيرة التي تكونت إثر نزول المطر بغزارة منذ صباح الأمس..

".. منتصف الليل .."

شعْرٌ بلون الفحم أخذ نصيبه من البلل..

عيون زرقاء حادة فاتحة كأنها قطعتي

زجاج صغيرة..

ثياب سوداء مبتلة..

أنفاس مسلوبة..

حُرقة في الحنجرة..

نظرات مرتعبة مُتعبة مُرهقة..

شفاه ترتجف..

ولن تعرف إن كان من البرد أم من

الخوف..

جسد مُنهك أرهقتِ الحياة صاحبه..

يركض ويركض دون توقف كأنه يهرب

من العالم..

شعر بالحرقة في حنجرته تزداد وقد أراد التوقف كي يستعيد أنفاسه لكن حدسه يخبره ألا يتوقف مهما حدث لأنه أيا كان الشيء الذي سيراه فهو حتماً لن يعجبه..

لكنه لم يتبع حدسه هذه المرة بل أبطأ من سرعة ركضه تدريجيًا حتى توقف تماماً عن الركض..

وقد شعر بملمس يد باردة حد التجمد حطت على كتفه..

استدار ببطء شديد وقد فرت شهقة من شفتيه فور التفاته بعد رؤيته
لبِرَك المياه تتحول لبرك من..

الدماء..

والكثير من الجثث متناثرة حول المكان بنفس الثياب و..

نفس الملامح!

'وهو يعرف هذه الملامح جيدا'

اقترب بتردد ينظر لإنعكاسه في الماء ليرى وجهه مليء بدماء لا يعرف
مصدرها..

والإنعكاس يتحرك في موجات صغيرة كلما سقطت قطرة مطر..

كانت بقع الدماء تنزل بسرعة من راحة يديه وصولا لأنامله ثم تسقط أرضاً لتمتزج مع قطرات المطر..

اتسعت عيناه بشيء من الصدمة فور سماعه صوتا مألوفا من شخص ما حديثه كان فيه عتابٌ ولوم..

.
.
.

.
.
.

'مر زمن طويل أليس كذلك؟'

"كيف ذلك وأنت تزورني كل يوم في

منامي"

'أنت نسيتني تماماً'

"أبدًا أنا لم أنساك يوماً"

'لقد تركت دمي على الأرض'

"أنا لم أتقبل حقيقة وفاتك حتى"

'أنا حي فيك، في قلبك، عقلك،

وتصرفاتك أم أنك نسيتني بِكُلِّك؟!'

"لا لم أفعل..مهلًا لا تذهب أرجوك

ليس مجددا إبقى معي..."

انخفضت يداه باستسلام ثم أرخى جسده ليتهاوى نحو الأسفل..

.
.
.
.

شعر بأيادي تهز كتفيه بقوة وقد كانت مختلفة لأنها لم تكن باردة كسابقتها بل دافئة..

فجأة اختفى كل شيء من حوله وأصبح كل شيء سواد في سواد لا يدري إن كان مغمض العينين الآن أم أنه في مكان مظلم فارغ أسود..

فتح عينيه بهدوء ثم أغلقها بسرعة بسبب الإنارة أعاد فتحها بعد اعتيادِه على الضوء لتقع أنظاره على....
.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.

هذه مقدمة صغيرة للرواية
آمل أن تكتبوا أرائكم وتوقعاتكم حول ما سيحدث لاحقاً

ضع نجمة في النهاية إن أعجبتك المقدمة🍒

walking towards the unknown السير نحو المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن