على طاولة العشاء يجلسون، ببيت يلوحه دفء الضوء الاصفر الخافت والاغراض المرتبة كلٌ بموضعه.
ليلة نادرة يتجمع فيها الأفراد معاً حيث الجميع متفرغ على الساعة السابعة تماماً كما تظهر الساعة المعلقة على الجدار المقابل، الساعة الشاحبة فقدت دماءها وحال لونها أبيضاً وظهرت عليها الندب السوداء التي عرّفت ملامحها وجمدت هناك ملتصقة بالجدار نفسه من سنواتٍ طويلة تعيد النمط نفسه، ثبت الميل الصغير على خط السابعة الغليظ وبقي ميلها الرقيق يتحرك جيئة وذهاباً خطوة الى الامام واخرى نحو الخلف حتى عبث بعقلي
على الرغم من استمرار وقوع عيني عليها وهي على هذه الشاكلة الا انني اراها تعمل دائماً حتى اعود الى استنتاجي الأول بأنها لا تعمل...
الجميع في هدوءٍ غير معتاد، الكائنات الوحيدة اللتي تتكلم تركت ذلك لطقطقة أواني الطعام المرتبة، حيث الصحون البيضاء المتوسطة الحجم توسطت الخرقة البيضاء المطرزة بخيوط فضية تشكل بسن الفأر أضلعها الأربعة والتي ابتكرت توا لجعل الطاولة اكثر اناقة ولكني لم اظن انها تشكل فارقاً ابداً ووقف على جانبها كحراسٍ ملازمين شوكة وملعقة ملمعات بجهد بالغ حيث ترددت بحملهن وبقيت انظر الى انعكاسي اظهرت سترتي السوداء وشعري البني وانفي بوضوح وكلما اقتربت كلما وضحت اكثر-٢-
لم يطلب مني احد ان ابدأ بالطعام او ينادون ساخرين " هل تحتاج دعوة خاصة لأن تبدأ الأكل"
حملقت بوجوههم المنكبة على الطاولة المستطيلة، جلسوا جميعاً بملابس رسمية. ستر، بناطيل، تنورات سوداء وقمصان بيض بلا اكسسوارات.
ساعات فقط
بدأنا منذ السابعة ومنذ ذلك الوقت وهم يأكلون بنهم،
كرات الأرز بقيت على حالها، محاطة بشرائح السمك الاحمر لم يقل مقدار ما وضع في صحونهم، ادركت هذا عندما رأيت ما بصحني ولأني لم ابدأ الى الآن
انظر للساعة لأن بها زين الحائط فقط، بساعة دائرية لا تعمل
لمَ لم يغيروا ملابسهم حتى الآن؟
لا احد منهم كان صامتاً من قبل
كان الجميع يتوجه نحوي بالأسئلة ويتناوبون بالحديث عن قصصي التي كانت دائماً مضحكة بالنسبة إليهم
لم ار بيتنا بهذا الهدوء والترتيب او بطاولة حتى.
الساعة فقط كانت دوماً هناك بقفزاتها المتعاكسة.