نظر للوحش أمامه بينما يظع يديه في جيوبه بقلة مبالاة للواقفين ورائه بينما تكاد قلوبهم تخرج من مكانها ، كان شاردا في مظهر هذا الشيء الكبير و المخيف متيقنا أنه لو وجد طفل حقيقي مكانه لأغمي عليه من الخوف ، قاطع تفكيره إسراع الدوق نحوه ساحبا سيفه من الغمد الخاص به ، لم يبالي حقيقة للأحداث القادمة فأعصابه الباردة بإمكانها جعل من يحيطونه يشعرون ببرودة الجو حوله ، رمق الوحش بنظرات تخبره أن لا شأن له في ما يحصل فكل ما عليه فعله هو فتح القفص لا شيء آخر مع رفع كتفاه قليلا بإستفزاز ، بينما كانت نظرات الوحش المقابل له موجهة نحو الدوق الذي كان مستعدا لشطره لنصفين في أي لحظة
الدوق : إد! ابتعد عن ذلك الوحش!
صمت إد قليلا قبل أن يجيب : أبي.. لا أهتم إذا قتلته هنا ، كما أني لا أهتم أيضا إذا أبقيت علي حياته التافهة ، لكن..
_ أيها البشري الصغير ، لم تكن لتنجو لو كنت بكامل قوتي بعد قولك هذا الكلام ، رغم أني أرحم الحيوانات الروحية لكن لا أحد منهم كان ليسمح لفمك البشري بإخراج صفة تافه علي أحدنا ، إحترس من كلماتك التي تخرج من فمك المرة القادمة ...
سمع إد ذلك التهديد الذي يدب الخوف في النفوس بصوت مرعب لم يكن ليتحمل سماعه بشري ، لكن برودة الطفل كانت طاغية فواصل كلامه دون أن تحرك له شعرة : لكن...إذا أبديت رأيي عن هذا ، أعتقد أنه من الأفضل لكم الإبقاء علي هذا المسخ ، فبعد كل شيء هو ليس مسخا عاديا..
قال ذلك ليغادر المكان متجها نحو باب القصر للدخول ، و لا زالت أيديه داخل جيوبه ببرود ،
لكن المدخل أمامه تفجر في ثانية و تحت الدخان و هلع الجميع وقف طفل ذا شعر أسود فريد ممسكا سيفا بدت حدته و ندرته عليه دون امعان النظر فيه ،
مازالت برودة إد طاغية ، لم يكن يعلم هويته كما يعلمها الواقفون ورائه ، لكنه كان أبردهم ، إذ أعاد يديه إلي جيبه و نظر نحو الباب و كأنه يكترث له أكثر ممن يقف أمامه
إد بعد أن تنهد : لقد تدمر المدخل ، لقد كان المفضل بالنسبة لي ، لقد كان من خشب البلوط لعالم الإلف ..
لكن الدوقة توجهت مسرعة لتتثبت من سلامة إبنها بينما توبخ الآخر كأنها تعرفه : كيف لك تفجير المدخل أمام أخيك! ماذا لو تأذي!
كاسيان : حسبما رأيت منذ قليل ، هذا الطفل كان يعلم بوجودي ، كما أنه كان يعلم بنزولي هنا دون لمسه لذا لم يتحرك.. لم يكن ليتأذي لا جسديا و لا نفسياكاسيان :
العمر : 15 سنة
لكن الدوقة ظربته علي رأسه بقوة : أيها المتهور!
كاسيان : لكن أمي..
الدوقة : أصمت!
لكن الدوق تدخل ليهدأ الأمر : حسنا حسنا ، الكل كان يعلم بنزوله بهذه الطريقة..
لكن الدوقة قامت بظرب زوجها أيضا علي رأسه بقوة أكبر : أيها الأب الصالح! علمت أنت أيضا ؟
أما عن الأخوان الآخران ورائهم فقد قفزوا علي المدعو كاسيان بينما يضحكان
لارا : لقد عاد أخي!
لوكا : أمي وبختك لأني الأخ الأكبر الأفضل!
كاسيان بينما يبعدهما عنه : أيها المشاكسان..لا تقفزا بهذه الطريقة علي
الدوق : آسف كاسيان ، لم أزرك معهم المرة الماظية بسبب رحلة الصيد ، هذا خطأ والدك
كاسيان : من يهتم
الدوق بينما يتضاهر بالطعن و الإنهيار : هذا الأب المسكين لا يملك سوي أبناء عاقين..
لارا بينما تستغل فرصة سقوطه لسحب شعره : ها ها ها! أخي عاق إبن عاق!
إلتفتت الدوقة بينما تشتعل غظبا و تظهر للدوق قبظتها : عزيزي! يبدوا أن هناك حديث يجب أن يجري بيننا
الدوق بينما يغطي فم إبنته : ع-عزيزتي ، يبدوا علي الذهاب للعمل ...
لكن الدوقة سحبته من أذنه لداخل القصر بغضب أكبر : أطفالي الأعزاء ، يبدو أن عليكم التقرب لبعظكم أكثر ...
ثم إلتفتت للدوق و أكملت بصوت تهديدي : لن تذهب لأي مكان قبل أن نخوظ حديثنا الشيق
التفت الجميع نحوي و المدعو كاسيان كأنهما ينتظران شيئا
لارا : كاسيان! هذه أول مرة تري إد صحيح ؟
لوكا : يجب أن تتعرفا علي بعضكما البعض!
كاسيان بعدم اهتمام : علي أي حال ، ما هذا الوحش ؟
لارا بينما تشاهد الحراس يظعون الطوق علي رقبة الوحش : إنه هدية أبي لإد
كاسيان بينما يقترب : كلما أطلت النظر به أكثر كلما تيقنت أنه غير عادي
إد بصوت بارد : هو ليس شيئا علينا العبث معه ، أنتم محظوظون لأنه سمح لكم بوظع ذلك الشيء علي رقبته..
كاسيان : إنه خطير..
إد : ليس بالنسبة لي
كاسيان : تعجبني شجاعتك ، لكن لما أشعر أنه غرور لا شجاعة ؟
إد بملل : لأنه كذلك
نظر نحوهما الطفلان الآخران بذهول
لارا : لما أشعر أن لهما نفس الشخصية ؟
لوكا : و هذا ما يجعلهما غير متوافقين...