نبداء ببسم لله والصلاة على النبـي..
البارات معدل. ♡ــــــــــــــــ
في إحدى المستشفيات الشهيرة، في الطابق الخامس، كان يمشي في الممر بسرعة، وهو يحادث الرجل الذي بجانبه، فيما كانت بعض الملفات بين يديه يراجعها بعناية. كان وجهه يحمل ملامح حادة، تنم عن الجدية، وقال بصوت عميق، وهو يواصل تفحص الملفات:
"أنا كم مرة قلتلك يا نبيل إن الطاقم كله تحت مسؤوليتك. وأي غلطة تحصل بسببهم، تتحمل مسؤوليتها. مش تيجي بعد كل مصيبة وتولول قدامي زي الست المطلقة؟"
أنهى حديثه بسخرية لاذعة، ثم رمى الملفات التي كانت بين يديه فوق المكتب بعصبية، بعدما اقتحمه بعاصفة.
ابتلع نبيل ريقه بصعوبة، وقال بصوت خافت:
"ما أنا عاقبتهم يا باشا، وخصمت من كل واحد خمس تالآف جنيه، وحلفوا يمين إنهم مش هيعيدوها تاني..."
ابتسم رعد بسخرية واضحة، ثم جلس على كرسيه خلف المكتب، واضعًا مرفقيه على الطاولة، وجعل أصابعه تتشابك ببعضها البعض وهو يقول بلهجة حادة، لكن بعينين شابت من الجدية:
"قلتلي اتعلموا الدرس؟ اتعلموا إيه يا دكتور؟ دي أرواح ناس بين إيدينهم، مش لعبة! وانت جاي تقولي بكل برودة إنك خصمت من راتبهم؟ ليه؟ هم موظفين عندك في شركة؟ ولا لما يغلطوا تخصم من رواتبهم؟"
أنهى حديثه بضربة شديدة على المكتب بكف يده، وكأنما تعبير عن الغضب المكتوم في صدره، قائلاً:
"ده مستشفى محترم وله سمعته، وأنا ضيعت 12 سنة من حياتي علشان تجي أنت وتقولي بكل وقاحة: حلفوا يمين! حتى لو حلفوا بمليون، عندي الغلطة ما بتمشيش بكلمة حلفان أو خصم من الراتب! وانت عارف كويس إن اللي بيغلط هنا عواقبه كبيرة، مش بس خصم!"
استدار رعد ببطء نحو النافذة الكبيرة، ثم أطلق كلمة ببرود قاتل وهو ينظر من الخارج، لكن صوته كان يغلي من الداخل:
"دلوقتي، تجمعلي كل طاقم الجراحة. خمس دقايق، والكل لازم يكون موجود. ولو ما حصلش... هتشوف وشي التاني."
ثم نظر إليه بنصف عين، وكأنما يقيمه من رأسه حتى أخمص قدميه، وقال بصوت بارد قاتل:
"معتقدش إنك هتحب تشوفه."
أنهى حديثه وهو يشير بيده نحو الباب، وعيناه تحولت إلى ظلام دامس، وكأنما ينطق غضبه في تلك اللحظة، فحتى الظلام أصبح جزءًا من شخصيته في حالات الغضب.
ــــــــــــــــــــ♡ــــــــــــــــــــــــــ
"اليمن"
ممكن توخري كذا يا ماما؟"قالتها "جميلة" بينما كانت تدير والدتها إلى الجانب الآخر بعيدًا عنها، تحت استغراب الأخيرة. ثم قالت، وهي توجه وجهها نحو الحائط:

أنت تقرأ
"يمنية في قلب مصري"
Ficción General"يمنية في قلب مصري" - رواية بنكهة خارجة عن المألوف. قد يبدو العنوان غريبًا؟ ربما، لكنه غموض مقصود، لأنك على وشك قراءة قصة لم تُكتب من قبل. هل قرأت من قبل عن فتاة يمانية، بمزيج من الجنون، والطيبة، والدين، تدخل مصر وتخلطها بهجةً وهمًّا؟ عن شاب مصري، ث...