« دُمايَ الجَليديَّة »
الفصل الأول - دمية أخرى تصطف في رف الدُّمى -
- وقفت على المنصة امرأة طويلة نحيفة ذات قوام ممشوق و رشيق مع بشرة بيضاء كالثلج شاحبة كالجليد وشعر أسود طويل مموج منسدل على كل من كتفيها وظهرها وغرة متوسطة الطول تظهر من بينها عيناها الزرقاوتان المستديرتان ورموشها الطويلة يعلو محيَّاها ابتسامة رقيقة بشفتها الوردية ، ترتدي فستانًا أبيض بسيط صنع من الساتان الأملس وتحمل بين يديها باقة بها زهور التوليب كأنها ملاكٌ ساقط من السَّماء ، يقف بجانبها شاب ثلاثيني طويل القامة ذا بنيةٍ جسدية مثالية وشعر أبيض لامع مع بشرةٍ بيضاء وعينان ناعستان ، يرتدي بذلةً سوداء أنيقة ويمسك بيديّ المرأة بجانبه مترقبًا.
يقطع تلك اللحظة صوت شيخٍ كبير السّن مع لحية طويلة و شعر رماديّ أشيب و رداءٍ أبيض طويل ذا حوافًّ ذهبيّة يقف وراءهما قائلًا : " سيد ( ... ) هل تقبل بالسيدة ( أثير ) كزوجة لك و تقف بجانبها في السرّاء والضّراء؟ "
- " نعم "
" سيدة ( أثير )هل تقبلين بالسيد ( ... ) كزوج لك و تقفين بجانبه في السّراء و الضّراء؟ "
-" نعم "
" مبارك زواجكما "
بعدما تلى الاثنان قسم الزواج تعالت التصفيقات في القاعة وبدأ الحضور بتهنئة الزوجين واحدًا تلو الآخر ، لكن من جانبٍ آخر تهامست بعض النسوة ..
حيث قالت المرأة الأولى : " أ ليس هذا زواجها الثالث بالفعل ؟ انها فقط في أواخر العشرينات ! "
لترد الثانية : " أجل صحيح ، بحق الجحيم لما تزوجت ثلاث مرات بينما لازلنا عازبات ؟ "المرأة الثالثة : " أفضل أن أبقى عازبة على أن يموت زوجي الأول ويسرق الثاني أموالي ويهرب بها "
المرأة الأولى : " هاهاها صحيح معكِ حق ، يا لها من سيئة حظ ، لكن زوجها هذا وسيم حقًا مع لون عينيه الفريد هذا "
المرأة الثالثة : " أجل ، لم أرى أحدًا له نفس اللون من قبل ، أرجوانيّ كحقول الخزامى "
المرأة الثانية : " لنسرع ونخرج من هنا قبل أن تجني "
- بعد انتهاء حفل الزفاف عادت ( أثير ) مع زوجها لمنزلها والذي عاشت فيه من قبل مع زوجيها الأول و الثاني ، ما إن دلفا للداخل حتى فتح زوجها الجديد فمه و اتسعت عيناه انبهارًا بجمال المنزل وتصميمه الفريد ، حيث أعرب عن ذلك قائلًا " أ-أهذا منزل حتّى ؟ هذا قصر ، انه قصر !! "
ضحكت ( أثير ) ثم قالت له " هاهاها ، من الآن فصاعدًا هذا منزلك أيضًا "
قال ( .... ): " لا أعرف حقًا كيف عليّ أن أشكرك ، لقد دفعتِ ديوني جميعها ، أنتِ ملاك حقًا "
قالت مبتسمةً وهي تمد له بكأس ماء : " ليس عليك أن تشكرني ، يكفي أنك حققت رغبتي في الزواج منك "
أنت تقرأ
|| دُماي الجَليديَّة ||
Terror- السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بَرَكاتُهُ، أمّا بعد أنا قد كنت قارئًا قبل أن أصبح كاتبًا و قرأت عشرات الكتب و الروايات، لكن لم أقرأ المقدمة قط، لذا فلتتخطى هذه الصفحة أنت أيضًا عزيزي القارئ لأنه لا فائدة منها.