part 2: شمعة

9 1 0
                                    

الشموع شئ جميل جداً على اختلاف الوانها وعلى اختلاف العطور التى يمكن ان تضفيها على المكان وعلى اختلاف تلك الظلال التى تلقيها كأنعكاس لضوئها تبقى الشموع هى رمز واشارة واضحة لشئ يولد ، حياة ، سنة جديدة تمضى من العمر ، عاشقين فى ليلة شاعرية يتبادلان القبل على انغام الموسيقى ثم يجلسان محاطان بالشموع على مائدة العشاء ، إذا فهى بداية للعشق وربما بداية لكل احساس اخر يتبعة .

_______

_فن_

لقد انتهى مالك من إحراق ذلك المنزل بالكامل ورأى سيارات الإطفاء وهى تقترب من المكان وتحاول أن تخمد النيران ولكن دون جدوى ، مالك يعرف أن عمله متقن للغاية ،إذا كان مايراه أمامة الأن ليس فن فما هو تصنيفه ، إن هذه اللوحة الماثلة امامة والمغطاه بكريستال متطاير محترق وارواح تصرخ طلب للنجدة هى بكل بساطة art وهو فنان يمسك الفرشاة الخاصة به ويرسم مايشتهى وسط الحان تلك الموسيقى لموتزارات ، تلك الموسيقى التى تذكره بفتاة اسمها ديما ، عرفها مالك عندما كان فى الجامعة ، ديما أيضا كانت مختلفة ، لقد كانت حقا فن حى يسير على الأرض ، ملاك ينقصة فقط اجنحة ليحلق فى السماء .

_ديما_

قبل اربعة سنوات كان مالك فى أول سنة له فى كليه العلوم جامعة القاهرة ، ومنذ البداية كان يعلم أنه سوف يعانى من نفس ماكان يعانيه فى مختلف مراحله العمريه ، هو يحاول التأقلم حقا ولكن مهما حاول سوف يظل فتى وحيد يعانى من التوحد ،معتل اجتماعياً ولا أحد يرغب فى مصادقته ،مالك توقف عن بذل أى جهد فى التعرف على اي أحد ،داخل عقله هو مدرك لحدوده ، تلك الحدود التى بناها حتى تحميه من أن يتأذى من جديد أو يجرح أحد قلبه ولكن ربما رغم هذه الأسوار هناك شئ سوف يتسلل إلى قلبه فى النهاية ، فى أول محاضرة له فى الكلية ووسط ذلك الصخب الجارف فى قاعة المحاضرات ، كان مالك يضع سداده الأذن حتى يبقى منعزل عن العالم بأسره وحتى يستطيع التركيز فقط على مايعرضه الدكتور شهاب الدين على الصبورة ،دكتور شهاب الدين ، رجل فى اواخر الخمسينات ممتلئ قليلاً ،شعرة أبيض ، يرتدى نظارة بعدسات سميكة ، لديه شارب كثيف يرتدى بذله رسميه بنيه اللون ،وجهه جاد ونادر الإبتسام ولكن مع الفتيات يطلق العنان لنفسه كثيراً و لنكاته السخيفة ، دكتور شهاب هو استاذ فى الكيمياء الحيوية ،تبدأ المحاضرة ويبدأ الدكتور بالشرح ثم فجأة يسمع أحد الطلاب يضحك وسط المحاضرة فيأمره بالوقوف و يخبره بغلظه وحده.

_هل يمكن لك أن تشارك معنا تلك النكتة التى أضحكتك إلى أن كدت تسقط أسنانك من شدة الضحك .

يبتسم الفتى تلك الإبتسامة الصفراء السخيفة ويلاحظ مالك ذلك ، كم يمقت هذه الإبتسامة فلقد رأها كثيراً من قبل على وجه والده ، كان ذلك الفتى يدعى منذر الروبى ، منذر شاب وسيم بشرتة بنيه فاتحه ،اسنانه بيضاء يبذغ بياضها الناصع مع كل مره يفتح فيها فمه ، شعر بنى مموج ، يرتدى قميص مفتوحاً عليه نقوشات لورود و بنطال من الجينز لونه ازرق ، قال منذر بصوت يتملكه الثقه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 16 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

يحترق (مالك و ديما)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن