التهليل و التكبير و الحميد و التسبيح🌹

16 11 5
                                    

ذكر الله تعالى:

يقولُ الله -عز وجل-: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا" [الأحزاب:41]، ويقول النبيُّ الكريم -عليه الصلاة والسلام-: "أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ، ذِكْرُ اللَّهِ" [رواه أبو الدرداء]، وقد اتّفق العلماء على أنّ ذكر الله تعالى يكون بالقلبِ أوّلًا، والاعتقاد الجازم بربوبيَّته ووحدانيَّته وكمال صفاته وأسمائه وأفعاله، وحبِّه حبًّا خالصًا ينعكس على أفعال عبيده وأخلاقهم، وقد وردت عن النبي الكريم صِيَغ كثيرة لذكر الله تعالى، كصيغ التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح.
.
.
.
.

1-التهليل:

التهليل هو أصل التوحيد في صياغته ولفظه، ولا بُدّ أن يجتمع في المسلم أمران هما: التهليل لفظًا والهمّ بأفعالٍ توافق لفظ التهليل والتوحيد وعدم الإشراك ثانيًا، أيّ مَن نطق بها -التهليل- وهو عارف لمعناها، وعاملًا بأصلها ومقتضاها في ظاهره وباطنه، مُتيّقنًا من مدلولها علمًا ويقينًا والعمل.

والتهليل هو قول: "لا إله إلّا الله"، والتي معناها لا أحد معبودٌ بحقّ إلا الله -عز وجل-، وهذه الكلمة هي مفتاح الجنّة بلفظها واعتقادها، فلا يصحُّ مفهوم التهليل دون أن يستقر بالقلبِ أوّلًا من محبة وخشية وتوّكّل، ولا يصح دون عمل كالسجود والقُربات والذبح لغير الله، وليس من المُنصف قول أنّ التهليل "لا إله إلّا الله" تعني فقط إقرار قائلها بأنّ لا خالق إلّا الله، لأنّ المشركين كانوا معتقدين بأنّ لا خالق إلّا الله ومعتقدين اعتقادًا جازمًا بتفرّده بخَلق الخَلق، إلّا أنّهم لم يؤمنوا بِـ "لا إله إلا الله" من ناحية تفرّده بالعبادة، وأقاموا على إثر ذلك الحروب على الإسلام والمسلمين.

وقد وردَ عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في فضل التهليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ عَلَى إِثْرِ الْمَغْرِبِ بَعَثَ اللَّهُ لَهُ مَسْلَحَةً يَحْفَظُونَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ مُوجِبَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ مُوبِقَاتٍ، وَكَانَتْ لَهُ بِعَدْلِ عَشْرِ رِقَابٍ مُؤْمِنَاتٍ" [أخرجه الترمذي والنسائي]، وكذلك بعد صلاة الفجر.
.
.
.
.

حصن المسلم/ةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن