"طمَع" p3

77 4 1
                                    


التفتت ماري بسرعة تزامناً مع سيلي التي افرغت فاهها بصدمة
كلايتوريا بثقة: لا يمكنك طردي سيدي
رفع ايريبوس حاجبه باستغراب : السبب ؟
تقدمت كلايتوريا بهدوء بينما تحافظ على التواصل البصري مع رئيس عائلة كامبراد مردفة: لانني في حماية السيد البيرون !

توسعت عيني ماري بدهشة ولكن سرعان ماظهرت تقطيبة بين حاجبيها

وقفت كلايتوريا هناك بينما يتوارد في ذهنها طيف ذكرى أبت نسيانها

Before THREE years :

عواصف تسحب معها كل ماهو خفيف ضعيف
كما الحال مع ذلك البيت المتهالك
كان صوت الرعد يهلك اعصابها مع كل صعقة تنتفض بهلع تنظر من النافذة الصغيرة بقلق وتسحب رداءها الخفيف فوق كتفيها لتحتضنه معانقة نفسها
كان بصيص الشمعة في مرحلة الانقضاء
كما الحال مع رباط جأشها فهي بالكاد تمسك دموعها بعد تأخر والدها إلى هذا الوقت
كان موعد العودة من ورشة الحدادة منذ وقت مضى، وهاهي هنا تنظر للغياهب امامها تنتظر هيئته من شباك نافذتها

صوت طرقات عنيفة على الباب ايقظها من غفوتها
نهضت بجزع غير مدركة للوقت او متى نال منها النوم
كان الظلام يملأ الكوخ الصغير، بينما ضوء الشمعة قد اعلن استسلامه بعد برهة من اغماضها لجفنيها
نهضت بسرعة وخوف تقترب من الباب ثواني و ارتدت للوراء اثر رعبها من عنف الطارق
كلاي بخوف: ممنن هنااك
صوت غريب اجابها: افتحي سيدتي الامر طارئ والدك في وضع عاجل و...
لم يكمل كلامه حتى فُتح الباب على مصرعيه بسرعة: مااذا تقول ماذا حل بوالدي من انتت
اردفت كلامها بصوت يشبه الصراخ تزامناً مع ومض البرق
قال بإسى: وقع حادث اثناء عودته
توسعت عيناها : حادث ؟
اردف الاخر :قد صدمته عربة وهو الان بإنتظارك
هرعت كلاي بخوف بينما تسحبه : بانتظاري اين ؟ارني ارني اين هو خذني اليه سيدي ارجوك
أومأ الرجل بينما تحرك بسرعة تتبعه كلاي التي فقدت السيطرة على تنفسها وقلبها المضطرب

وسط الليل الحالك والرياح العاتية والمطر الشديد
كان يقف ثلاثة رجال يمسكون مصابيحهم بينما يتمدد وسطهم رجل بلغ من العمر وهناً، يسند رأسه على اقدام رجل يجلس على مقربة منه
اقتربت كلاي بدون هوادة حالما رأت محبوبها هناك
يعانق عينيها بتهدم
اقتربت وقلبها يقرع كالطبول وعينيها على مقربةٍ من سكب دمائها
: ااب..اابي حبيبي ماذا حصل لك
قالت كلماتها بينما تمسك يديه وصدره غير مدركة لوضعه
هوجو بإبتسامة صفراء :صغيرتي كلاي
بسرعة وضعت كفيها على وجهه بينما تنظر للرجال وتصرخ بهم : الى ماذا تنظرون اسعفوه انه ينزف والدي يتألم
شد هوجو على يديها بينما اردف: عزيزتي اه... صرخ بألم
بينما ارتعد قلب الاخرى ونظرت له برعب
اكمل كلامه بصوت اشبه بالغرق: حبيبتي لا اريد ارعابك لكن اضاف بصوته المتعب بعد اخذه شهيقاً:
لكنني الان اتمدد فوق حبال حديدية شائكة عالقة في لحمي
واردف بخفوت بينما يذرف دموعاً : انا أتألم
فتحت الاخرى عينيها بصدمة :لاا لاا يمكن وضعت يديها على فمها بصدمة
نظرت للوضع حولها
عربة محطمة بينما الخيول لم يتبقى سوى واحد مصاب
بعد تطلعها نهضت بسرعة بينما تقول :سوف سوف نساعدك جميعنا هنا يمكن ان نتعاون
مسحت دموعها بعنف وتدور حول المكان تستطلعه بسرعة علها تجد ثغرة لكن هيهات
كانت الاحبال الشائكة موزعة بانتظام طول الطريق لتمنع الحيوانات من الاقتراب من المحاصيل
لكن هنا
فوقها تماماً يستلقي بطلها وحبيبها ينظر لها
اقتربت بسرعة تعانقه بخفة بينما الاخر رد بوهن:
ألمي مؤقت حبيبتي سينتهي بعد بضع دقائق
أومأت برأسها غير مدركة لقصده رفع يده بصعوبه مما زاد ثقله على الاشواك فصرخ بألم بينما اردف
الرجل الذي يضع راس هوجو على حجره : ارجوك سيدي اثبت مكانك لابد ان الاسعاف قريب لاتتحرك ارجوك

لم تكن كلاي بصحة عقلية تسمح لها بالتساؤل عن السبب او الحادث وفهم ماحدث
كل مايهمها وحيدها الذي ينظر لها بهدوء ويمرر يده على خصلاتها الملتصقة، كان نور المصباح يتيح لها رؤية شفتاه المرتعشتان و ملامح وجهه المتألمة
وكأن الامطار اعلنت الحرب هذا اليوم وكانها تقصدت ملئ البِرك باختلاطها مع دماء عزيزها النازفة
نطق هوجو :كلاي الفاتنة
نظرت له صغيرته بينما دموعها مختلطة بالمطر على وجنتيها : اخبرني ابي انك لن تتركني سوف تنهض بعد قليل وتتعافى ونعود للبيت لأنام في دفئك

ابتسم هوجو وقال بهدوء وكانه يملك الوقت كله: ان الحياة تعطينا مانريد وما لا نريد بنفس المقدار .
تنهد بألم بينما يغمض عينيه: وفاقد الشيء يُعطيه بالشكل الذي تمنى الحصول عليه، دوماً وبشكل مفرط

نظر إليها بزمرديتيه : اعطيتك حبي كلايتوريا الفاتنة، حبي الذي تمنيت ان انعم به يوماً وشغفي وكل ما أملك في هذه الروح المتلاشية ...
ابتسم بين نزيفه الذي زاد فجأة بينما دب الرعب في اوصالها لتقول كلاي بخوف : ارجوك ابقى معي لا داعي لان تقول شيء انا اعرف كل شيء ارجوك اصمد ريثما يأتي الاسعاف عزيزي

انزل يده ممسكاً رسغها يمسده ببطئ بينما يردف وسط لهاثه لزيادة المه : أحبك صغيرتي أحبك لدرجة أتمنى الا اغادرك، لشدة طمعي في استمرارية هذا الجسد المتهالك وبحياة معك ورؤيتك تكبرين اكثر

واضاف بحسرة :مازلتِ صغيرة صغيرة جداً في عالم كبير موحش ..بدوني
قال كلماته بينما تنهمر دموعه على وجهه :سامحيني صغيرتي على تقصيري
هزت الاخرى راسها نافية كلامه: انت اعظم مافي الوجود انت الذي علمتني كيف اشعر ارجوك لا تقل ذلك انا احبك جداً .

اقتربت من وجنته توزع قبلاتها عليه وتمسح على رأسه بأصابعها المرتعشة
تشعر بالحلم
انه حلم
لا تشعر بجسدها ولا روحها
تشعر انها تتقلص وهو بين احضانها
رؤية مشتتة غير واضحة لثلاث رجال مجهولين
وسماء مرعبة وليل داجر
وكانها تتحرك بلا تعقل لما يجري، تواكب الالم غير مدركة لأنفاسه المتسارعة وماهي الا ثواني حتى شعرت بصقيع يضرب رسغها حالما هبطت اصابعه الباردة تعانق الارضية الموحلة

نظرت كلاي إلى عزيزها الذي مازال ينظر لها بعينين مفتوحتين لكن هذه المرة
بلا روح
دموعه لازالت تبلل خديه..
صوته مازال يرن في اعماقها..
وحبه قد غمرها لدرجة لم تشعر بمغادرته...
بطلها الاول و عزيزها الثمين
ظَل لأخر نفس ونبضة يتأملها كما المرة الاولى
عاش بضع حياته معها بينما عاشت كل حياتها معه
الان وبدون سابق انذار قد ابتعد في ليالي ديسمبر العاصفة .

Suivre ...

Suivre

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 10 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝐄𝐑𝐄𝐁𝐎𝐒|أيريبوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن