الخروج من الفَوضى

61 3 0
                                    














كان مفروض أنزل للشغل، فترة الأجازة بدأت وكان قدامي اختيارين، إما أرجع لبيت أهلي، أو استنا في السكن زي ما أنا وأدوَّر على شغل قريب من مكان السكن...

وقررت بعد تفكير في الاختيارات أفضلها وأسوأها، إني أستنا في السكن، ولحُسن حظي -أو سوءه- لقيت الشغل في خلال أسبوع.

على بُعد ١٥ دقيقة من السكن، كنت وصلت للمطعم، كان كبير نوعًا ما لأنه له اسم معروف في نطاق المدينة، والظاهر إني هستمر هنا لغاية ما هم يستغنوا عن خدماتي..

لمحت شخص بيقرب مني لما اتجهت للممر المؤدي للمطبخ، سألني وهو بيبصلي بشكل مُتفحص

"خير يا فندِم، أقدر أساعدك؟"

"آه.. صباح الخير، أنا نوح، ويتر جديد، كنت كلمت مستر محمود من يومين واتقبلت في الوظيفة."

لقيته فجأة مد ايده يسلم عليا وابتسم

"زمايل يعني؟ طب ما تقول يا عم! أنا مصطفى ويتر معاك بردو، تعالى تعالى هعرفك الدنيا ماشية إزاي.."

مصطفى مقصرش الحقيقة، وصلني لغرفة التبديل، وعرفني على محمود زميلنا وقال إن فاضل واحد كمان جديد في الوظيفة بردو لسا بادئ من أسبوع، لكنه لسا موصلش،

معرفش كانت الأمور ماشية معايا بسلاسة وهدوء ليه؟ مش متعود أبدًا إن ميحصليش مشكلة، قررت أتجاهل شعور التشاؤم اللي بحط نفسي فيه دا وأتجه للّبس وأشوف مقاس مناسب ليا ألبسه وأشوف شغلي..

بعد ساعة ونص تقريبًا من الشغل، كنت في المطبخ ببلغهم بأوردر جديد، فجأة لقيت حد داخل بيجري من باب الطوارئ وبيتكلم بسرعة وطلع من المطبخ للممر.. بس أنا مفهمتش، أو ملحقتش أستوعب هو قال ايه!

كان زي ما يكون بيتكلم بلهجة مختلفة، بدأت أستوعب من ضحك واحد من الشيفات عليه وهم بيتكلموا، قالوا حاجة زي

" دا كويس إن مستر محمود مش هنا"

مشيت بهدوء برا المطبخ وقررت أرجع للمطعم مرة تانية، أساعد مصطفى ومحمود وأشوف شغلي، لكن لفت نظري غرفة التبديل شبه المفتوحة فقربت أبص قبل ما أقفلها لقيت الشخص اللي كان بيجري من شوية واقف قدام دولاب الهدوم، لابس بنطلون الزي الرسمي، وجزئه العلوي مكشوف،

كان واضح جدًا إنه محتاس ومستعجل، هنا استنتجت إنه زميلنا الرابع، دخلت براحة وتحمحمت، أول ما خد باله مني، بص لهدومي وبصلي تاني، فقررت أقطع وصلة النظرات دي وأتكلم..

بَعيـــدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن