" أخي الصغير يرتاد مدرسة بعيدة عن بيتنا لذا فقد إنتقل للعيش عند إحدى خالاتي و التي تعيش قريبا من المدرسة ...
(و هذا بالطبع في حلمي ... الواقع أنه يعيش في سكن الطلبة)
كنت أزوره لأتأكد من أوضاعه ... قابلته في مقهى قريب من مدرسته ... كان بائسا يائسا و شكى كثيرا من المدرسة و من البيت و من خالتي ..
: أنا حقا غاضب يا شقيقتي ... المدرسة سيئة و المدرسون لا يطاقون و خالتي هي الأسوء ... لو كانت هناك طريقة أفرغ بها غضبي .
قلت بعقلانية : عليك أن تصبر قليلا و ... تجد في دراستك .
: أنت لا تفهمين ... مدرس الإنجليزية هو الأسوء .
ثم إنتفض من على كرسيه يشير خلفي .
: وجدت طريقة لتفريغ غضبي .إلتفت فإذ بهم مجموعة من الشباب الإيمو .. (تعرفونهم ... أولائك الذين يستعملون زجاجة كاملة من الكحل و يمشطون شعرهم إلى الأعلى ككوغو و يصبغون وجوههم و يبدون كخريجي السجون) .
: ما بهم ؟!؟
: سأذهب للتشاجر معهم .
قال في حماس ...
: تبدو هذه كأسوء فكرة خطرت لك على الإطلاق .
لكنه لم يأبه لي و هو يخرج وراءهم و يتبع داخل زقاق مظلم ... حيث أشبعوه ضربا !! و رحلوا .(كان ذلك مضحكا جدا) .
: هل أنت بخير يا أخي ؟
: كلا لست بخير ... لقد كسروا ساقي .
نظرت إليها و إلى الجبيرة الضخمة تلفها ..(لا أعلم من أين أتت و لم أفكر في هذا في الحلم) .
قلت هازئة : أتمنى أنك لم تعد غاضبا ..
قال هلعا : لم أعد غاضبا الآن أنا فزع !!!
: لماذا ؟؟
: خالتي ستقتلني عندما ترى هذا .
قلت بثقة : أنت تبالغ كثيرا .
إذ أن الخالة التي يقيم عندها هشة رقيقة تملك ملامح طفولية أكثر من إبنتها و صوتا كحفيف أوراق الشجر ... تشعر أنك لو نفخت في وجهها فستطير بعيدا .
قلت : أسوء ما قد تفعله هو البكاء .
: أوه حقا ... أتظنين الأمر سهلا ... إذا ما رأيك أن تعودي للبيت مكاني و تتحملي غضبها .
أجبته بتعجب : كيف ؟
أمسك بيدي قائلا : هكذا .
في الثانية التالية كنت أرى نفسي ... بل أرى جسدي و هو يقف و يتحدث بصوت أخي : سأخذ جسدك و خذي جسدي حتى الصباح و تعاملي مع الخالة .
: و لماذا قد أفعل هذا ؟
: من أجلي ..
: أبدا !!
أنت تقرأ
"قليل من الأحلام و الكثير من الهراء"
Short Story"مجرد أحلام غريبة تقتحم رأسي ليلا ... شيء أشك أن الأطباء النفسيين قد يستطيعون تفسيره"