"جثة في داري"

10 1 5
                                    

(أنا أرملة و أسعى على يتيمين)هذا الحلم تكرر معي عدة مرات رغم تغير بعض التفاصيل حلمت به ليلة أمس ...

" كنت أجلس القرفصاء في السوق بجانب طاولة مستديرة ترتص عليها حلويات و أشغال يدوية و أقمشة مطرّزة أنادي ليشتري الناس مني ...

: سيدي سيدتي إقتربوا أشغال يدوية و حلويات منزلية ...

إقتربت مني شابة طويلة القامة تسألني : أتتركين طفليك في المنزل وحدهما ... ألا تخشين عليهما الغرباء ؟!

: لا يا عزيزتي ... أعرف ما تريدينه و لا ... لا أريد جليسة أطفال، أطفالي يعتمد عليهم و أنا أشغل لهم "في منزل أنثى السنجاب" كل يوم لأثق أنهم لن يدخلوا أحدا إلى الدار و أنا غائبة ..

: حسنا إذا ...

رحلت بعدها ناقمة بينما جمعت أشيائي مكتفية بما بعته حتى الآن ..

وصلت إلى بيتي و الذي كان بيتا غريب الشكل صراحةً ... و فتحت الباب ليستقبلني أطفال بالأحضان ..

: ماذا فعلتما في أثناء غيابي ؟

: فتحنا الباب لشخص غريب و أدخلناه ..

: أحسنتمـــ ... ويحكما ماذا فعلتما ؟؟

: لقد طلب منا ذلك بتهذيب ...

: هل تمزحان معي و ماذا عن "في منزل أنثى السنجاب" ؟

إتسعت عيونهما و كأنهما للتو فهما فداحة ما إرتكباه .

: حسنا لا عليكما هل رحل و ماذا كان يفعل هنا ؟! .

: نعم لقد رحل و كان يجر معه جثة خبأها هنا ..

: ماذا ؟!؟ يا مصيبتي أين خبأها ؟

: لقد طلب منى إغلاق أعيننا بينما يخبأها ..

: و فعلتم !!! يا فرحتى بكم ..

إتجهت إلى الداخل أبحث تحت الطاولة و خلف الأريكة و تحت السرير ... حتى فتحت باب الخزانة فسقطت علي جثة رجل ضخم سطحتني أرضا، حاولت دفعها عني حتى خرجت من أسفلها أخيرا ثم نظرت إلى وجهه و يا إلهي .. كانت جثة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية !!!

يا ويلتي إذا أمسكت بي الشرطة و ظنتني القاتلة لن يكفيهم مؤبد في حكمي سيسجنون جثتي بعد أن يتوفاني الله إليه .

نظرت حولي قبل أن أشير لأحد أبنائي : ناولني السجادة الضخمة سنلفها بها ... لا وقت للومكم الآن لكن صدقوني أنتم معاقبون للأبد بعد أن نتخلص من الجثة ..

و بالفعل لففتها بها كما في الأفلام و بدأت بجرها مع ولداي قد كان ثقيلا جدا ... و حين شرفنا على الوصول إلى الباب طُرق بعنف .. : الشرطة إفتحوا الباب !

: الشرطة !!! يا إلهي ماذا أفعل ... إنتهى أمري .

حينها لاحظت النافذة المفتوحة القريبة من الأرض فبسرعة دفعت الجثة عبرها و أغلقتها ...
ثم فتحت الباب للشرطة، كان شرطيا واحدا معه كلب بوليسي يشمشم بجنون ... لكنه لم يكن شرطيا غريبا ... رأيته في مكان ما من قبل لكن أين ؟ ثم تذكرت .. إنه الزعيم النازي في الحرب العالمية الثانية أدولف هتلر !!!
(كنت أقرأ مقال عن الحرب العالمية الثانية قبل نومي أمس)

ما هذا الهراء ؟؟ أولا رئيس أمريكا و الآن هذا .. إبتسمت رغم ذلك فسألني مباشرة : أين الجثة ؟

: أي جثة !؟

: لا تتظاهري بالغباء يا إمرأة ... أين هي ؟

دخل البيت مع كلمته الأخيرة يبحث بجنون يقلب كل شيء رأسا على عقب .

: لا تتعب نفسك أيها الشرطي ما من جثة هنا ..

أحد أبنائي : نعم هذا صحيح لا جثة هنا ... لقد تخلصت منها أمي خارج النافذة ..

توقف عن البحث و تعلقت عيونه بولدي الذي أكد كلامه بإبتسامة بريئة، براءة ستقضي علي حثما ..

حاولت منعه من رأيت الجثة .. إذا رأها قد يعلن الحرب العالمية الثالثة !!!

لكن كيف كان الأوان قد فات ... إتجه إلى النافذة يفتحها ثم ينحني بنصف جسده خارجها إنتظرت أن يرفع جذعه لكنه لم يفعل مضت ثوان تحولت للحظات و لم يفعل ...

إقتربت منه بإستغراب و لمست كتفه .
: سيدي ؟ هل أنت بخير ؟

أخيرا رفع رأسه ثم إبتسم إبتسامة واسعة : يبدو أنني كنت مخطأ ... لا جثة هنا ... أنا أسف يا سيدتي إعذريني على تطفلي .

شردت في إبتسامته "يا إلهي لم يذكر في المقالة أنه كان بهذا الجمال" .
قبل أن أستوعب ... كيف هذا ؟!! لكنها هناك .... لكن من يهتم لقد نجوت إبتهجت و عانقت أبنائي، نظرت ناحية النافذة و لم أجرؤ على التحقق بنفسي .

أما هتلر فقد رفع قبعته لي ثم إتجه نحو الباب مغادرا ...

(و هذه أغرب و أكثر نهاية غير مرضية حظيت بها في أحلامي)

------------------------
إبتسم الإبتسامة مجانية 🦋
------------------------

"قليل من الأحلام و الكثير من الهراء"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن