/... فارقت وطني .../

81 1 0
                                    

       يا وطنًا لا يُقاربه وطن،
                             ويا أرضًا من أطهر الأراضي
       ________________________________
الجزائر العاصمة :
على الساعة 9:00  صباحا ألقت الشمس أشعتها على حي القصبة أضاءت غرفة ملاك النائمة .
_ ملاك، ملاك إستيقظي يا كسولة
_ مريم دعيني و شئني أنا متعبة أريد النوم
أمضت ملاك ليلة الأمس في قراءة الرويات و لم تنتبه للوقت فنامت متأخرة إستيقظت بإرهاق بعد إزعاج أختها الصغرى مريم ، ملاك فتاة في 18 عشر من عمرها ذات بشرة بيضاء و عيون عسلية و شعر بني طويل كاتبة أشعار مرهفة الإحساس ، سرحت شعرها و ذهبت بخطوات متثاقلة للحمام غسلت وجهها و إنضمت مع أفراد عائلتها لتناول قهوة الصباح كانت المائدة جزائرية  بمعنى الكلمة تضمنت الفطير و المقروط بالإضافة إلى كوب حليب  دافئ .
عندما همت ملاك بالأكل نظرت إليها والدتها حفصة قائلة في تساءل :
_ ملاك لماذا إستيقظت متأخرة اليوم ؟
_ الأمس كنت أقرأ رواية و لم انتبه للوقت فنمت متأخرة كما أننا في عطلة .
_ مثل العادة ملاك و الروايات عشق لا ينتهي ،أردفت بنبرة جادة .
_ ملاك انا و والدك نريد أن نفاتحك بموضوع مهم
_ ما هو ؟
_ كما تعلمين سوف تدرسين علم النفس ما رأيك أن تدرسيه في تركيا ؟ أريد أن أضمن مستقبل إبنتي 
أجابت ملاك بجدية
_ يمكن القول أن تركيا من البلدان التي تهتم بشكل كبير في العلوم الإنسانية والاجتماعية لكن لا أريد مفارقتكم هذا قرار صعب بالنسبة لي يا أمي
نطق والدها بصوت دافئ و نبرة هادئة :
_ لا تقلقي يا إبنتي تعلمين أننا نفكر في مصلحتك لكن الخيار الأخير يعود لك فكري جيدا في الموضوع فهو يخص مستقبلك و لا تنسي أن خالتك آسيا تحبك و ستهتم بك مثل إبنتها
_ إرتاحت ملاك لكلمات والدها المُطَمْئِنَةَ تراه هو الصديق و السند الوحيد الذي لن يتركها أبدا .

مساءا أمسكت ملاك روايتها و بدأت بالقراءة لكن ذهنها مازال مشغولا في التفكير " أوه أنا لا استطيع التركيز"
فتحت درج مكتبها أخرجت دفتر مذكراتها بدأت بقرائته شيئا فشيئا تسترجع ما مضى من حياتها أثناء قراءتها صبت تركيزها على هذه الجملة "سيظل هذا اليوم يدمي قلبي للأبد" كان ذلك اليوم يوم رسوبها في شهادة الباكلوريا
                            : récupération

على الساعة 16:00 مساءا كانت العائلة تنتظر نتائج شهادة الباكلوريا بلهفة ملاك بدأت بقظم أظافرها لا إردايا من التوتر أما مريم الصغيرة فقد شجعتها قائلة "أنا متأكدة أنكِ ستنجحين يا ملاك" قبلت ملاك رأس أختها الصغيرة و بعد 5 دقائق ظهرت النتائج 9،25 لقد أخفقت لم تصدق ما رأت صرخت صرخة هستيرية من أعماقها تحت أحضان أمها و هي تبكي و تقول بحرقة " لا لا مستحيل لن اعيد السنة لن أعيدها" إنكسرت و تحطمت آمالها و قلبها مسحت والدتها دموعها قائلة بصوت حنون متألم : ملاك لا تستسلمي لمجرد السقوط ستعيدين العام و تنجحين لا تجعلي الألم يسيطر عليكي يا إبنتي .
أما مريم لم تمسك دموعها فسقطت عبرات ساخنة هي الأخرى على وجنتيها جلس والدها إلى جانبها و قال بصوته الحنون إبنتي ملاك أنتي لم تفشلي هذا لا يسمى فشل بل هذا سقوط الفشل ليس الخطأ بل هو تكرار الخطأ و النجاح ليس عدم فعل الأخطاء بل هو عدم تكرارها
                                : retour

مرت سنة كاملة و ها قد نجحتْ في دراستها أمسكت مذكراتها و كتبت أسفل العبارة " ها أنا قد عدت بعد سنة عدت و أنا ناجحة و مدركة أن أعظم محاولاتي العظيمة الناجحة جاءت بعد سقوطي و الآن أنا امسح غبار الماضي و أسير نحو المستقبل"

قطع حبل أفكارها رنين هاتفها إنها صديقتها المفضلة إيمان ردت على الهاتف :
_مساء الخير ملاك
_كيف حالك يا إيمان
تبادلا أطراف الحديث إلى أن وصلا لموضوع ملاك عن السفر
_ إيمان أريد رأيك في موضوع معين
_ ما هو ؟
_ والديْ يريدون مني أن أذهب إلى تركيا لأدرس علم النفس سأقيم عند خالتي لكني خائفة من تركهم
_ نطقت إيمان بثقة : فكري بمستقبلك يا ملاك تركيا بلد يهتم كثيرا بهذا التخصص سوف تنجحين فيه و تجدين الدعم صلِ إستخارة و إتبعي قلبك .
صلْتْ ملاك إستخارة و هي تدعو الله أن يوجهها و يرشدها للطريق الصحيح ثم خلدت لنوم عميق

إستيقظت ملاك فجأة من نومها "اممم كم الساعة الآن؟"
ال8:30 كيف إستيقظتُ باكرا اليوم ؟ أمسكت روايتها و بدأت بالقراءة و عيش الأحداث عند الساعة ال 9:00 نزلت و جلست لتناول فطورها قالت بنبرة جدية :
_ لقد فكرت في الأمر مليا و قررت أني سأسافر إلى تركيا لإكمال دراستي و سأزوركم في العطل طبعا .
نطق والدها :
_ أتمنى أن يوفقك الله يا إبنتي أردفت أمها و العبرات بين عينيها عودي إلينا طبيبة يا دكتورة ملاك إبتسمت و قبلت والديها في رأسهما في احترام و تبجيل.

بعد شهر :
إستيقظت ملاك صباحا إرتدت حجابا أحمر و إسدال أبيض ركبت السيارة مع عائلتها متجهين نحو المطار  و هي في السيارة تراقب من الزجاج شوراع الجزائر تودعها و تودع وطنها عند و صولهم قبلت والديها و العبرات تسيل من عينيها بكت و بكو معها نظرت بإتجاه مريم عانقتها قائلة بصوت مليء بالالم
_ مريم إهتمي بأمي و أبي و لا تهملي دروسك أدرسي بجد هل تعدينني؟
_ نظرت لها مريم و العبرات في عينيها : نعم أعدك
_ ركبت الطائرة و في قلبها آلام الفراق جلست في مقعدها جوار النافذة أخرجت دفتر مذكراتها و كتبت " عَلَىَ اَلْفُرَاَقْ اَتَكَلّمْ فَاَرَقْتُ أَرّضِيِ وَ اَحِبَتِيِ وَ نَفّسِيِ وَ لَاَ حَيَاَةّ لِمَنّ فَاَرَقَ أَحِبَتَهْ "

رأيكم 🎤❣️
أي خطأ يرجى كتابته في التعليقات 🩷
أحترم كل الآراء 💖
شكرا على القراءة 💓
تصويت ⭐️

أَحْبَبْتُ نَرْجَسْيِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن