بارت 02

7 3 1
                                    

سوريا وفلسطين، موطن الألم والأمل

إلى تلك الأرضين اللتين جمعتهما الجراح، فرقتهما الحدود، وقيدتهما القضبان، سوريا وفلسطين، أنتم السواد في القلب وبياض الرجاء في العيون.

يا شامُ يا تاجَ الزمان الجريح،
يا حمامةً شاردةً تبحث عن روحٍ تسكنُ الجراح.
ترنو الليالي، متعبةً، لملامحِ الحبيبِ
وعيونٌ كلّها دمعٌ وزفيرٌ، يتردد في الأفق الكئيب.

وهنا فلسطين، يا جرحًا بكى على صدور المآذن،
يا قدسًا يطوّقها الغيمُ بنشيدِ الحزنِ ونداء العائدين.
أين طفلٌ كان يرسم حُلْمَ الحرية على حجارة الطرقات؟
وأين أمٌ تئنّ تحت الشموع، تدفئ بحنانها أرواحَ الأحياءِ والأموات؟

أواه يا فلسطين، صوتُ الأمل لم ينكسر،
رغم القيود، رغم العذاب، رغم كل الشوك والظُلم.
وبغصن الزيتون تحيا، بزهرِ الياسمين والوردِ الجريحِ،
يا دمعةً سكبتها السمواتُ، يا حُلمًا يرنو لفجرٍ صبيح.

ومن الشامِ إلى غزة، دربُ المعاركِ ممتد،
كأن القدرَ كتب عليهما أن يحملا ثقلَ التاريخِ، أن يُشعلا نارًا في القلوب،
وأن يبقيا رغم الألمِ شعاعَ الضياءِ
بين كفي كلّ مُحبٍّ وأمٍّ تذرفُ الصبرَ بدعاءٍ طاهر.

يا سوريا، يا قدسنا العتيقة،
نكتبُكم في صدرِ الدواوينِ، في قلوبنا قصيدة.
نذكركم دمعةً على خدِّ الزمانِ، نخطُّكِم كما تُخطّ الأماني،
يا أغلى عباراتِ الأنين والهوى، أنتم ضوءٌ في هذا العالمِ الجافِ العاتم.

ستبقون رغم الصمتِ فينا أحياء،
وأملُنا لن يموت، والنصرُ لا بدَّ آتٍ

سوريا وفلسطين، موطن الجراح العميقة والأمل المشتعل، أرض النضال والثبات. إليكِ أبيات من الشعر تعبر عن تلك المشاعر العميقة:

سوريا وفلسطين، وطن الجراح والرجاء

يا سوريا، يا قلبًا نبضهُ لا يموتُ،
يا أرضَ الشام، والماضي القديمَ يُرثى وتعودُ.
كم جادَتْ أمواجُكِ بالعزِّ والكرامة،
وكم تكللَ جبينُكِ بنصرٍ صامدٍ، عُصِيٍّ لا يخونُ.

وفيكِ فلسطين، نبضُ التاريخ العريق،
يا قدسنا السليب، يا حُلمَ الذين يُريدونَ العُلا،
يا من صمدتِ بوجهِ الطغاةِ والريح،
ومهما جرحوا، فخُذِ دمنا وقولينا: "لن أطيح".

يا شمسَ العز في جبينِ الثكالى،
يا رجاءً في قلبِ العاجز الذي لا يكلُّ ولا يملُّ.
بكت أرواحنا شوقًا إلى حقولكِ،
تطاردُ الزمانَ والمكان، لا تكلُّ، ولا تَحيدُ.

ومن حلبَ إلى غزةَ، نجتمعُ بروحِ الشهيد،
نصيرُ للحقِّ دربًا لا نحيدُ،
ومن الجراح نزرعُ لحنَ البقاء،
وفي دمِ الحرية نُسقي الأمل، نرجو اللقاء.

يا سوريا، يا فلسطين، في قلبينا أنتم النبض،
وفي عيوننا أنتم الحُلم الذي لن يُهزمَ،
فلنجعل من الألم نشيدَ الكرامة،
ومن الصبرِ طريقًا، ومن الحبِّ قصة لا تنتهي.

كتاب ناذرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن