الفَصل الثاني

20 6 3
                                    

تلاشت الضحكات تتبعها الرؤس ,
يسير في جهته المعاكسه وهو ينفض التراب من على ثيابه
ويعيد مخالبه السوداء المليئة بالدماء التي كأنها سيف صنع من حجر الى غمدها ..
يكمل مسيرته ،
يتلفت بخفة يمينا ويسارا ، يبتسم كاشف عن تلك الانياب الحاده التي تتربع في اطراف فمه , 

قلت لكم اعيدوها لي !..

______

في مكان حيث تللك القلعه
تخرج منها فتاة في منتصف العشرينات ، ذات شعر اسود
وبشرة بيضات تحت عينيها هالة سوداء تشير الى سوء
حياتها وارهاقها ، تلف على خصرها سيف يكاد يلامس الارض من طوله ،
لها عين كالبحر اسراره لاتنتهي ،

*فإن باحَ للروحِ بشيءٍ اختلطَت موجاتُهُ ببعضها البعضِ في لمحةٍ لتحكي مجددًا سرًّا آخر لها*

  في وجهها هدوء البحر وصفاء السماء
لكن في نفس الوقت لها طباع عاصفه تهب دون ان تاخذ الاذن لكي تهدم ما تريد ..
تنظر للجهة المقابله للقصر الى الغابه واضعة يدها على سيفها كانها تريد الهجوم وقتل ما يخرج امامها ,
أحست بيد توضع  ...
على كتفها كانت تعرف تلك اللمسة الدافئه دون ان تنظر للقادم
قالت وهي لاتزاال تنظر ؛
_  متى يا ابي نستعيد ما اخذ مننا !!

كانت تحب ان تستمع لوالدها وهو يتكلم
ففي صوت الاباء راحة للطفل وامان له من كل ما يخاف ,,

_ الصبر ياابنتي الصبر ,,

_ لكن ياابي نحن لانعرف ان كان على قيد الحياة ام ,,

قاطعها ينظر للاسفل بحزن ..

_ لو انه فعلا ليس على قيد الحياة لما تمكنت والدتك من مواصلة الحياة ..

_ لماذا ياابي ؟ ,,

_ ان الام ياابنتي يربطها بطفلها  رابطة عجيبه
لايعلم سرها الا الله تشعر بولدها ان كان مات او عاش وان كان جائع او حزين ... ستعلمين هذا الشعور يوما ما
ياعزيزتي والى ذلك اليوم اريدك ان تثقي باحساس والدتك وبالصبر ..

_ابي ما الذي يبقيك للان في القصر ولاتهجم على تلك الغابة المشؤومه !

الحقيقة ان الملك سلطان كان يحتفظ بنوع من الكتمان بخصوص كل الاوضاع الحربية التي تخص بلاده لكنه يعلم في نفس الوقت ان ابنته مرجان لن تتركه حتى تحصل على اجابة مقنعه ,, اجابها وهو يخطو خطوات عائدا للقلعه ..

_اتبعيني يابنتي ,,

سارت وراءه متجهين الى الجهة الاخرى من القلعة التي كانت عبارة عن غرفة واسعه مُسيجة من كل الجهات ..

_ اذا ماذا نفعل هنا ياابي !؟

اشار لها الى بوابة صغيره كانت توضع بالاسفل مشابهه الى بلاط الارض مما يجعل من الصعوبة ايجادها ...

اكمل المسير بفتح البوابه ، كانت على طول البوابه سُلم يسير للاسفل ..
_انزلي من هذا السلم ,,, 

غابة الغِرفين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن