داخل القصر تنظر مرجان بذهول الى ماتراه عيناها الواسعتين ..
_ أبي متى جهزت كل هذا ؟!!
_ انا الملك ياابنتي ويجب على الملك ان يأخذ جميع احتياطاته دائما وان يكون مستعدًا لكل حرب حتى وإن كانت بارده
تنفست مرجان بهدوء وهي تنظر للمكان الذي كان يحتوي على ما يقارب الثلاثين الف مقاتل يتدربون في ما بينهم واصواتهم العاليه ورائحة اجسادهم المتعرقه التي تملئ المكان ،،
اعادت النظر الى والدها قالت وهي تنظر بحزم ,,_ دربني معهم ياابي اريد ان اصبح اقوى ,
تقرب منها الملك ولامس بيديه الكبيره وجنتها الصغيره حتى ضاع نصف وجهها في راحة يديه ,
_ انتِ الاميرة من بعدي يا إبنتي لاحاجة لك بالتدريب في ظل وجود هؤلاء ,
ازاحت يده عن وجهها ووضعتها في يديها وقالت ,
_ياابي الست انتَ من اخبرني بأن لا يجب علي ان اثق حتى بأقرب من هم لي في الحياة كيف تريدني ان اثق ببعض هؤلاء الجنود !! ارجوك ياابي دربني ...
كان الملك سلطان يعلم بانها لن تصغي لكلامه لذلك وافق ..
_ بشرط ياابنتي , ان لاتستعملي قوتك وتدريبك الا في اوقات الحاجه ..
_ اعدك ياابي ..
خرجوا من السرداب الذي كان يملؤه الجنود المتدربين عادوا الى غرفة الجلوس كانت مرجان واقفه جنب ابيها تنتظر منهان يعطيها مرادها , صاح الملك ..
أكين ...
وهو خادمه ومستشيره المطيع وصندوقه الاسود كان يملك طولا متناسقا مع جسده ، له شعر اسود مع خصلات بيضات تشير على انه بدأ بالالتقاء مع الشيخوخه ؛ شكلا غريبا وجميلا في نفس الوقت ,,
_تحت طاعتك ياسيدي ..
_إنده لي الساحرة مَيسون ,,
توقف الخادم اكين قليلا عند ذكر اسمها ,,
_عفوا يا سيدي ولكن لماذا ؟
اجابه الملك وهو ينهض ويوزع نظراته على مرجان التي كانت تنظر باستغراب ..
_لكي تدرب الاميره على القتال ..
_سيدي أأنت متأكد ! ,,
اجابه اجابة ليؤكد بأنه مصر على قراره ,,
_ اجلبها لي في الحال ,,
_امرك سيدي ,
خرج المستشير اكين ؛ تقدمت الاخرى امام الملك تنظر باستغراب ,
_ابي من هي الساحرة ميسون ولماذا ظهر على اكين كل هذا الخوف ؟؟ ,,
_اجلسي ياابنتي الم تريدي ان تصبحي مقاتله! , جلبت لك افضل المقاتلين في مملكة النار ,,
تنفست مرجان بعمق وهي تنتظر قدوم الساحره بحماس ,,
لكنها لم تعلم ماكان ينتظرها ..______
غابة الغرفين ...
_ افرودين الم يعد حارث الى الان ؟؟
_ لا ياسيدتي حاولت التواصل معه مستخدما طاقة الرياح لكنه ابى التواصل ,,
تنفست بحزن وهي جالسة على كرسيها وامامها الحارس المخلص الذي كان يستطيع وبسهولة جدا ان يرى في عينيها الحزن ..
_ما بال اميرة الغرفين ..
_اتظن بأنه سيعثر عليها هذه المرة ؟
صمت الحارس ولم يجبها ، ليس خوفا منها ولكنه يعلم بان اجابته لن تعجبها وستحبط معنوياتها اكثر ..
_الصبر يااميرة الغرفين ..
نهضت من كرسيها تقدمت الى شباك قلعتها وهي تنظر من الشباك الذي لم يكن يتواجد فيه سوى الضباب والغيوم المتناثره كأفكارها وهي تسترجع اوقاتها الحزينه في كل مرة يعود حارث وتكون اجابته نفسها
(لا يوجد اثر يا خزامي )
اثناء تفكيرها المتواصل فُتِحَ باب غرفتها الضخم ؛ دخل شاب طويل القوام رشيق البدن يرتدي قبعه سواداء تغطي ملامحه وله حدبه بارزه كانه بذلك يخفي جناحيه !!
انصدمت خزامي وتقدمت منه بحماس منتظره الاجابه ..
_حارث !
ازاح قبعته التي كانت تغطي وجهه فظهرت عيونه اللوزية التي كانت تحيطه تلك الرموش الطويلة والكثيفه مع حاجبين ممتدين للاعلى من ينظر اليه يقون بانه لا يبتسم ابدا مع انف متناسق ..
_لا يوجد اثر ياخُزامي ..
لم تنصدم خزامي لانها كانت تستشعر الاجابه ادارت ظهرها لتعود الى كرسيها تُخاصم امالها وتطرد الخيال من عقلها ؛لكن حارث لم يلبث حتى تكلم رة اخرى ,,
_ لكني تأكدت من وجودها في مملكة النار ,,
اثارت هذه الكلمات حيرتها نظرت له باستغراب ..
_كيف ؟؟
تقدم لها حتى اصبح يقف امامها مباشرة ...
_الم تقولي بأن لها عينان يشبهان البحر الواسع الذي يغرق من ينظر لهما !
حاولت التواصل بذهني مع من يوجد في سكان مملكة النار
والغريب اني شعرت بالغرق فجأة وكأني دخلت عيناها !,,
نهضت متحمسه ,,
_حارث أأنت واثق ,,
_متى خابت قوتي !؟
لم يشعروا الا برياح قويه حطت امامهم وكانت هذه من جناح خزامي التي حلقت تلاعب الرياح بجناحيها الضخمين وهي تخرج ضحكات قويه وكأنها بذلك تمتن للكون على كل نعمة فيه .
تبسم الحارث من وجنة واحدة ؛ اعاد قبعته على راسه تمتم بكلمات غريبه حتى اختنفى من امام الحارس ،
ليعلن بذلك اول خطوة تقدم نحو العينين الغارقتين ..
___
الحكاية تَتِمه 🤍
أنت تقرأ
غابة الغِرفين
Fantasyالحَقيقة هيَ إن لِكُل شخص في الحياةِ هَدف ؛ وَهدف البعض هوَ فقط أن يعيشوا بإمان دون أن يمسوا بأي ضَرر .