part(٤)

37 4 0
                                    


قام برَمي تِلك الإبرة من يَده عندما افرغها في عُنق
ذاك الشاب وبعد تأكُدهِ من فقدانِه الوعي
وَقفَ يَستدير إلي.

شَعرتُ بالإمتنان وبالخَوف في الوَقِت ذاته
بالإمتنان لأنه آتي في الوَقِت المُناسب
وبالخوف من مَظهَرهِ وسكونه هذا.

" شُكراً لَك " هذا ما أستطعت قوله فقط
فالتوتر والخوف يسيطرون على تفكيري
وأفعالي ولا أجيد فِعل شيئٍ في أوقات كهذه

كل ما أُجٌيده هو الهَرب وهذا ما قُمت
بفعلِه. قُمت بإعادة المُسدس لحقيبتي
وركضتُ سريعاً خارج الزِقاق .

أظُن أنه لن يَدعني بهذه السهولة
فصوت دراجته يتبعني وكلما توقفت توقف معي
وعندما أسير يسير خلفي تاركاً خطوات قصيرة بيننا.

لَم أكن خائفة لأنني أصبحتُ قريبة من الشارع الرئيسي وسيكون من السهل الهرب والحصول علي مساعدة .

"لماذا تَتبعني ؟ " أردفت بِقلة صبر ألتفت له لأجده خلفي مباشرةً بدراجته النارية السوداء
أوقفها يُنزل ساقهُ اليسري لتتزن الدراجة.

مازال يرتدي خوذته التي تكبح عني رؤية وجهه.

" خيالُكِ واسع يا سيدة إنه الزقاق الوحيد الذي يؤدي لطريقي" كان صوتهُ مكبوح قليلاً بسبب الخوذة ولاكني أستطعت سماعه.

شَعرتُ بالإحراج قليلاً ولاكن عاد إليَ عَقلي
قبل أن أُحرِج نفسي أكثر.
متأكدة أنه كان يَقِف في كل مرة أقِفُ بها
ثم يعود ليَقود مجدداً عندما أسير

" إسمع لقد سبقَ وشكرتُك و أشعر بالإمتنان لكَ حقاً لذا لا داعي لما تفعله إن كنت تريد المال أخبرني فحسب " قُلت لأقوم بفتح حقيبتي لأخرج منها المال ولاكِنه أمسك يدي يمنعني من إخراج المال.

كانت تلك يده اليمني الخالية من الوشوم
كانت عروقه بارزة ويده تضاعف حجم يدي

"ماذا تُريد إذا ؟"

"إصعدي" قال ليُعَدِل جلسته مُجدداً

" هل تُدرِك ما تقول ؟ " قُلت بنبرة ساخرة
لأُربع ذراعي أسفل صدري

قام برفع الزُجاج الأسود الذي يُغطي عَينه
ومال برأسِه قليلاً يَقول " ماذا تَظنين ؟ "
كانت نبرتُه مُتحدية

تِلك العيون تبدو مألوفةً جِداً !

أخذتُ خطوة نَحوه دون أن أشعر

ᎷᎩ ᎷᎧᎥᏒᏗ Where stories live. Discover now