03/"𝓢𝓱𝓪𝓭𝓸𝔀𝓼 𝓸𝓯 𝓫𝓮𝓽𝓻𝓪𝔂𝓪𝓵 "

8 7 0
                                    

الفصل الثالث :"ظلال الخيانة"
------🌷

في أحد الأيام التي تبدأ بشكل طبيعي ثم تتحول إلى كابوس، اكتشفت حقيقة غير متوقعة تغير مجرى حياتي.

كان ذلك عندما عثرت على الرسائل النصية المحفوظة في هاتف سوتا.

لقد كانت رسالة من ميكو، صديقتي المقربة، تثير القلق. "اللقاء اليوم، الساعة السادسة، أراك هناك". كانت تلك الكلمات كالصاعقة التي انفجرت في داخلي، محطمة كل شيء كنت أظن أنه ثابت.

نظرت إلى الشاشة، وتسلل إليّ شعور بالقلق والريبة. لكن لم يكن من الممكن أن أصدق أن هذا هو ما كان يحدث خلف الكواليس.

توجهت إلى المكان الذي تم ذكره في الرسالة، وهو مقهى هادئ، كان المقهى الذي أذهب إليه أحياناً مع سوتا.

هذا المقهى الذي كان يحتوي على ذكريات جميلة، تحول في تلك اللحظة إلى مكان يثير الرعب.

عند وصولي، ترددت للحظة على عتبة الباب قبل أن أدفعه بهدوء وأدخل.

رأيت سوتا يجلس إلى طاولة في الزاوية، وكان هناك شخص يجلس قبالته. كان هذا الشخص هو ميكو.

تجمدت في مكاني، شعرت بدقات قلبي تتسارع كما لو أن الزمن توقف.

رأيت سوتا يضحك، وتلامس يده يد ميكو بشكل مريب.

لم أستطع منع نفسي من الاقتراب أكثر، وسرعان ما تلاشى خيالي الهادئ في الهواء.

رأيتهما يهمسان، وعيناهما مملوءتان بالسرور كما لو أن ما بينهما كان أكثر من مجرد صدفة.

لم أستطع البقاء في مكانها، فخرجت بسرعة من المقهى، وعندما وصلت إلى الشارع، شعرت بأن الأرض تهتز تحت قدمي.

في تلك اللحظة، استدرت عائدة إلى شقتي، قلبي يضطرب وأفكاري تتجاذبها الأمواج.

كنت أعلم أنني بحاجة إلى مواجهة سوتا، لكنني لم أكن متأكدة كيف يمكن أن أبدأ.

هل أواجهه بمفردي أم أبحث عن طريقة أخرى؟ في تلك الليلة، كنت أقضي ساعات أراقب السقف، مغمورة في أفكاري المظلمة.

في اليوم التالي، قررت أنه لا بد من المواجهة. عند وصول سوتا إلى شقتي، كان واضحاً أنه شعر بالتوتر، ولكنني كنت عازمة.

"سوتا، هناك شيء يجب أن نتحدث عنه" قلت بصوت هادئ لكنه مليء بالعزم.

كان يجلس على الأريكة، وعينيه تتنقلان بيني وبين الأرض.

"عن ماذا؟"

سأل بصوت منخفض، وكأنه كان يعرف ما سيأتي.

أخرجت هاتفي وأظهرت له الرسائل والصور التي التقطتها في المقهى.

"هل لديك تفسير لهذا؟"

سألت، وكانت نبرة صوتي مشحونة بالكثير من المشاعر.

شاهد سوتا الرسائل، وارتسمت على وجهه تجاعيد من الصدمة والقلق.

"هارو، أنا... أنا آسف"

بدأ في تفسير موقفه، لكن كلماته لم تكن كافية لتعويض الألم الذي شعرت به.

"آسف؟"

قلت، محاولة كبح دموعي.

"لا يكفي أن تقول آسف. لقد خنت ثقتي بك، وخنت صداقتي مع ميكو."

تبددت الكلمات التي حاول سوتا التعبير عنها في الهواء، وبدلاً من المواجهة الصريحة، تراجعت إلى زاويتي، غارقة في صمت مليء بالألم.

شعرت كأنني أعيش في فقاعة من الحزن، والألوان من حولي بدأت تذوب في السواد.

ثم جاء دور اتخاذ القرارات.

كنت أعلم أنه لا يمكنني الاستمرار في العلاقة بعد ما حدث.

"سوتا، أحتاج إلى فترة من الوقت لأفكر في كل شيء. أحتاج إلى إعادة بناء حياتي بعيداً عنك."

كانت كلماتي حاسمة، ورغم أنها لم تكن سهلة، إلا أنها كانت ضرورية.

لم يكن هناك مجال للعودة إلى الوراء، وكنت أحتاج إلى التركيز على إعادة بناء نفسي.

كان هذا هو آخر تفاعل بيننا، وتركته يغادر شقتي دون أن نعود للحديث.

بعد ذلك، قضيت وقتاً في التفكير في الخطوة التالية، وبدأت أعد نفسي لمواجهة التحديات المقبلة.

لم يكن الأمر سهلاً، ولكنني عرفت أنني بحاجة إلى المضي قدماً واستعادة قوتي.

في نهاية هذا الفصل، أستعد لرحلة جديدة في حياتي.

لم أكن أعلم ما الذي ينتظرني، ولكنني كنت عازمة على مواجهة ما هو قادم.

إلى قرائي الأعزاء، شكراً لكم على متابعتكم لهذه الرحلة الشخصية والمليئة بالتحديات.

أعدكم بأن الأحداث القادمة ستكون مليئة بالتحولات والدراما، وستكشف المزيد عن رحلتي نحو الشفاء والنمو.

مع خالص التقدير،

فتاة عباد الشمس 🌻

"شظايا من الماضي"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن