((/21يناير1956)))

2 0 0
                                    

لَکْآتٌبًهّ فُآطِمًهّ آحًمًدٍ
آلَمًصّمًمً غُلَآفُ فُآطِمًهّ آحًمًدٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان كان صعب على فتاه ان تبلغ العشرين من عمرها بلا خطية او زواج، يتيمه الام، فقيرة، معدمة، تخدم في دوار العمدة المطل على مزرعه البرتقال شرق القرية، فمن الاصعب عليها ان تكون الابنة الوحيدة لمجنون القرية، الذي يسير مرتديا خلخال زوجته-الفالصو-في سافه اليمنى، مدعيا انه ذهب خالص!

   يمكنها ان تتحمل نظرات تحاصرها طوال الوقت وترميها ب حورية الخادمة،، لكن يشق عليها ان تتحمل تلك انتي تنعتها ب حورية بنت المجمون،، حتى ان اسمها ليس''حورية''!  وان كان يحلو الناس ان تنادبها به، ويكفون السنتهم عن اسمها الحقيقي..،، حره،،
    وليس تحويل الاسماء بشي عجاب في قرية.،، دنشواي،،  فـ، مخيمر، السفا الذي  كان يحبوب  القرية حافي القدمين،يحمل فوق ظهره قربة الماء، يميل يجذعه فتفتح فوهة القربة وينهمر منها الماء  القذر، يبيعه على انه ماء نظيف يصلح للشرب قد تحول  بين ليلة وضحاها الى "مخيمره" بك!  تفتحت شرئقة الرعاع وخرج منها مزهوا ليلحق بركب البهوات، ولن تتمجب «حورية» ان انضم ايضا الى ركب البشوات؛ الم يكن «سعد زعلول»  فلاحا ابن فلاح قبل ان يتزين اسمه بطربوش البشوية؟
العجب كان من نصيب اهل القرية، لا يدور بينهم حديث الا وتخللته سيرة «مخيمر» السقا الذي اضحى «مخيمر»  بك،  تسمع «حورية» ندف احاديثهم، بينما تمر على البيوت بحمارها الوفي "رهوان"، كانت قد ساعدت امه في ولادته قبل ان تنفق على شط الترعة ساعة المغربية، لم يظهر له صاحب فاخذته لنفسها رفيق درب، تصحبه كل نهاية اسبوع وهي تجمع زبالة الناس، وكناس بيوتهم، وتحرقها عند مشارف القرية، تتقاضى عن ذلك مطلع كل بدر بضعة قروش من العمدة.
                          
 
꧁꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂꧁꧁꧂꧂

مرت «حورية» بالسوق، ترتدي جلبابا اسود و طرحة سوداء، تسمك باحد طرفيها لتخفي نصف وجهها، معلق بكتفها كيس ابيض من الكتان، توقفت عند «حسان» الخضري، وربطت حمارها بوتد في الارض، يمتلك «حسان» الخضري سته قراريط، ويظن نفسه من الاعيان. سمعته يقول لاحد زبائنه:

   - لا تتعجب يا رجل، هذه بركات مصر و المصاروة، لو ظل «مخيمره»  هنا بين ارجاء هذه القرية الفقيرة لبقى إلى يوم الدين «مخيمره» السقا حافي القدمين، أما الان فهو يرتدي في قدمية مداسات اشكال والوان، شي لله يا مصر.

-لكنني سمعت انه باع نفسه للإنجليز.

-والله لوقطع من «جتته» وعرض القطعة بقرش صاغ لن يشتريه أحد، انها بركه تغيير العتبة يا أبا المفهومية.

-اذن نترك أهلنا وزرعنا ودارنا بهائمنا و نرحل لمصر؟!

قاطع حديثهما «سعد» اشهر تجار القرية، سمين الجسم، خبيث النفس:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 15 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

آلَقُصّر آلَآسِوٌدٍ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن