الجزء الأول:

4 2 0
                                    

- مُختلِطًا بين عامة الناس ، شخص لا يلفت الأنظار ، يمشي بروية ويُلاحظ خُطواته جيِّدًا... ، هادئٌ وبارد ، لايهتم للعالم الخارجي ، أمشي في الرصيف راجعا إلى بيتي... ، بعد إعلان رَسميٍ لحصولي على وظيفةٍ بسيطة...

              "مــدرب ســبــاحــة ومــلاكــمــة"

- في طريقي لمنزلي الصغير ، أمشي ووجهي موجهٌ للأرض ، غارِقًا في أفكاري... ، وبصدفةٍ... تتجه عينايَ نحو متشردٍ... ، يرتدي ملابس باليةٍ...، ووشاحا أسودا... ، جالِسًا في الأرضِ... فوق قطعةِ كرتون... ، وحيدًا وصامِتًا... ، يضعُ قبعةًفوق رأسهِ... ، يُغطي بها وجهه... ، لاحظتُ أني أطلت النظرَ إليه... ، وكأن هناك شيئًا يَحُثُنِي للتحدُث إليهِ...

• حسنًا...لمَ لاَ...؟!

تَوَجهتُ صوبه... ، أُفكر في كل سيناريو يمكن أن يحصُل... وفي أي كلمة يمكنُ أن يقولها... ، وقفت أمامه... وجلستُ على ركبتيَّ ، فقلت بصوتٍ هادئٍ:

•"جائِع...؟"

- لم يرفع رأسه إطلاقًا... ولم يكشف عن وجهه لي... ، فقط  أومأَ برأسه بحركةٍخفيفةٍلا تكادُ تُرى... ، سحبتُ من حقيبتي بعض الطعام الذي كنت أدخره... ، وأعطيتهُ إياه... ، وقلت بصوتٍ هادئٍ:

• "تَقَبل مِنِي هذا رجاءًا..." .

- وبيد مرتجِفةٍ مدها نحو الطعام... ، أدركتُ جوعهُ ومُعاناته... ، لم أستطع تحمُلَ تركِه والذهاب... ، شعرتُ بأنني مرتبطٌ بهذا المتشرد المسكين... ، لم أستطع إلا الوقوف ومشاهدتهِ يأكل... ، وقد لاحظتُ شيئًا... ، شعرةٌ زرقاءُ طويلة تحت قبعتِه ، لم أكن لأراها لولم أتمعن فيه جيِّدا... ، وبعد إنتهائهِ من الأكل... ، ضمَّ رأسه بين كتفيهِ قليلًا... ، كما لو أنه حرِجٌ من كوني واقفًا أمامه... ، ما باليد حيلة...فلم يُرد أن يرُدَّ عليَّ مهما حاولتُ التحدثَ إليه... ، مددت يدي صوبه... وقلتُ بصوتٍ هادئٍ يملئه بعض الحنان:

• "تعال معي...رجاءًا" .

- وفي هذه اللحظة ، رفع رأسهُ نحو يدي... ، لم أستطع رؤية ملامحه... ، فقد كان يرتدي قبعةً كبيرةً...تحجُبُ وجههُ عني... ، كلُ ما بدا لي كان فمه و ذَقنَه... ، مدَّ يده إلى يدي... ، وأمسك بيدي... ، لكن... ، يده... ، لم تكن يدًا عادية... ، عندما تلامست أيدينا... ، شعرتُ وكأنها قطنٌ دافئٌ يُحيطُ بيدي... ، كانت يدُه ناعمةً بشكل بِشكلٍ لا يُصدق... ، سحبتُه نحوي...فوقف... ، لم أستطع أن أفُكَ يدي عن يده... ، وتوجهنا نحو منزلي... .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الـــمـــتـــشـــردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن