𝐂𝐡𝐚𝐩𝐭𝐞𝐫 02 | ميدوسا

13 3 12
                                    

كُلَّما تجنبتَ معاركك أكثر، كلَّما كانت خسائرك أكبر ...

هذا الشيء الوحيد الذي كانت تؤمن به ييليزافيتا و ترسم حياتها وفقه... لهذا ها هي الآن في إحدى غابات روسيا الكبيرة و المهجورة ، داخل مستودع كبير الذي يعتبر فارغًا نِسبيًّا عدا عن وجود بعض الأسلحة الملقاة على الأرض رفقة أكياس صغيرة بها مادة تشبه الرمل الأبيض... أجل هي حتمًا رمل أبيض و ليست مخدرات كما تفكرون ...
اليوم و هي تجلس على مقدمة سيارتها الحمراء في ذلك المستودع... كانت ترتدي سروال بطابع عسكري، فضفاض يصل أسفل ركبتيها و قميص رياضي أزرق قصير أيضا يظهر خصرها الذي تزينه سلسة ذهبية طويلة تتدلى من إحدى جانبيها و حذاء رياضي بني بخيوط صفراء و جوارب رمادية.... إضافة الى ذلك العديد من الإكسسوارات من بينها سلسلة ذهبية برمز صليب و إسوارتين كبيرتين من حجر الكوارتز إحداهما صفراء و الأخرى بنية...
أما عن شعرها فقد تركت بعضه منسدلا بتموجاته الطبيعية و البعض الاخر رفعته على شكل كعكة مبعثرة كما قامت بظفر خصلتين من الأمام و تركتهما منسدلتان على كلا الجانبين...

فتاة جميلة، جميلة جدا ... و كل ما فيها يصرخ جرأة، بدءًا من ثيابها انتقالا إلى نظراتها ثم نحو المسدس الذي كان يقبع خلف ظهرها و السيجارة التي تحملها بين يديها بقلة صبر ...و على ذكر ذلك فهي الآن غاضبة حقا فالساعة الان قد أوشكت أن تصبح الثالثة مساءً و هي تنتظر هنا منذ منتصف النهار هذا فقط سيجعلك تُدرك أهمية الشخص الذي تنتظره فهي عادة لا تنتظر أكثر من خمس دقائق ...
و بالفعل قد مرت خمس دقائق بعد الساعة الثالة من الإنتظار بالتأكيد فنقلت ييليزا أنظارها من السيجارة التي بين يديها إلى باب المستودع الذي أصدر صريرا معلنًا عن دخول شخصٍ ما و لأن الإنارة كانت خفيفة كون المستودع لا يحتوي عدة نوافذ ، قضبت ييليزا حاجبيها بشك لأن الشخص لم يدخل بل فقط كان يطل برأسه و كأنه يتفقد المكان هذا ما جعل الأخرى تنزل من فوق سيارتها و هي ترمي السيجارة من يدها ثم بحركة سريعة منها كانت تمسك مسدسها بيديها و هي تتقدم بخفة نحو ذلك الشخص الذي ما ان اتضحت لها هويته أو من الأفضل أن نقول هويتها حتى قلبت عينيها بملل و هي تعيد مسدسها إلى مكانه و تقدمت أكثر تفتح الباب بقوة فسقطت تلك التي كانت تطل برأسها و كأنها فتاة بعمر الخامسة تتجسس على أمها بالمطبخ ليلا كي تعرف أين تخبأ علبة البسكويت.

استقامت تلك التي كانت مرمية على الأرض و هي تنفض ملابسها و تبتسم ببلاهة ثم قالت بصوت منخفض

"لا داعي للغضب أنا حتمًا لم أتأخر لأنني أردت ذلك بل ما حدث لي سيجعلك تفغرسن فاهك من دهشتك لما تسمع..."
"وفرِّي مجهوداتك، فأنا حتما لن أستمع لهراءك هذا اليوم... ما اللعنة معك بياتريس، لقد انتظرتك هنا لثلاث ساعات و خمس دقائق"
لوت بياتريس شفتيها و هي تقول
"ما المشكلة في ذلك انها فقط ثلاث ساعات "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 19 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝐔𝐧𝐭𝐢𝐥𝐥 𝐢𝐭 𝐫𝐚𝐢𝐧𝐬 𝐛𝐥𝐨𝐨𝐝 | إلى أن تُمطر دَمًا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن