𝐂𝐡𝐚𝐩𝐭𝐞𝐫 01 | الوليمة الأخيرة

23 4 25
                                    

فلاديفوستوك -روسيا-

صوت ارتطام الملاعق بالصحون هو كل ما كان يُسمع فذ ذلك القصر الكبير، قصر آل سكولوفا، حيث كانت العائلة بأكملها مجتمعة حول الطاولة يتناولون طعامهم بصمت شديد... و عندما أقول العائلة بأكملها فهذا بالتأكيد و قطعًا لا يشملها هي...

"أين هي ييليزا"

كان هذا السيد ألبرت سكولوفا ، الفرد الأكبر في العائلة، هو الذي سأل بينما ينقل أنظاره بين جميع من في الطاولة ينتظر منهم جوابًا... و قبل أن يجيبه سمع صوت خطوات أُنثوية قادمة من خلفه، ثم شعر بيدين تتوضعان على كتفيه

"أنا هنا جدِّي، أنتَ تعلم جيدًا أن ييليزافيتا سكولوفا لا تخلف وعدًا تقطعه"

كان يستمع إليها و ابتسامة مجعدة تزين شفاهه و ماهي إلا ثوانٍ حتى صدح صوت ضحكته المرفقة بكحة طفيفة دليل على كبر سنه...

"عزيزتي ييليزا بم أرك منذ صباح الأمس، لذا آمل أن كل شيء بخير"
"لا تقلق جدي... عدا عن أنني أثرت بعض الفوضى في شركتك الحبيبة و بين شركائك و عملائك الأعزاء نظرًا لعدم توافق أفكارنا و وجهات أنظارنا... فحتمًا لا يوجد شيء يدعو للقلق، الأمور تحت السيكرة و في أحسن حال"

ختمت حديثها و هي تضمه إليها من الجانب و تنظر له بابتسامة طفيفة، فهز رأسه بقلة حيلة و هو يضحك و يتمتم بكلمة /مجنونة/... فهو يعلم و جميع من بالطاولة يعلم أنَّها تقصد بالفوضى إراقة بعض أو ربما الكثير و الكثير من الدماء...

ييليزافيتا سكولوفا، ظاهريًا كانت الفتاة المدللة و المجنونة لعائلة سكولوفا، فرغم أنّها ابنة غير شرعية للإبن الأكبر للعائلة إلى أنّ جدّها كان يثق بها كثيرًا، و حتى أكثر من أبنائه.. هذا ما كان يظهر للعيان، و لكن الحقيقة دوما ما تكون خلف الجدران، فييليزافيتا كانت الوجه الإجرامي، كانت تشرف و تقوم بجميع الأعمال الغير قانونية التي يخشى جميع من في العائلة القيام بها حفاظًا على صورتهم المحترمة بين الناس...

"جدي آمل أنَّكَ لم تنسى موضوع حفلة الليلة، السيد سيمون اتصل بنفسه صباحا ليتأكد من حضورنا الليلة"

أردفت ييليزا جملتها و هي تجلس على كرسيها بجانب جدها تضع قدما فوق قدم بينما تلعب بمسدسها الأحمر القاني بين يديها... شيئان لا ينفصلان عن جسد ييليزافيتا سوى في فترة نومها، عقد من اللؤلؤ و مسدسها الأحمر... كما هو الحال الآن، كانت ترتدي تنورة حمراء قصيرة تصل أسفل فخذيها، وقميص أبيض بحمالتين رفيعتين و فوقه سترة كلاسيكية حمراء، و كلمسة أخيرة كانت تزين رقبتها بعقد من اللؤلؤ الحر الأبيض تتدلى منه صفيحة مستديرة صغيرة ذهبية.
إن كان هناك شيء يُميِّز ييليزافيتا سكولوفا فهو حبها اللامتناهي للؤلؤ و اللون الأحمر، حسنا دعونا لا ننسى الرمان أيضا.
على ذكر الرمان، هي الآن كانت تقف أمام الخادمة و هي تتذمر كفتاة صغيرة فقط لأنها نسيت إحضار حليب الرمان الخاص بها، قد يبدو الأمر غريبًا للبعض لكنّها أحيانا ترفض الخروج من المنزل فقط لأنها تشتهي فطيرة رمان مصنوعة في المنزل.

𝐔𝐧𝐭𝐢𝐥𝐥 𝐢𝐭 𝐫𝐚𝐢𝐧𝐬 𝐛𝐥𝐨𝐨𝐝 | إلى أن تُمطر دَمًا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن