1

23 10 2
                                    

في مستشفى منعزل على أطراف المدينة، حيث يتداخل الصمت مع همسات المرضى، كان جونكيو يمضي أيامه في جناح خاص، يعاني من حالة نفسية تجعله يتصرف كطفل صغير. على الرغم من مرور ثلاث سنوات على دخوله المستشفى، لم يستطع جونكيو التفاعل بشكل طبيعي مع العالم من حوله. كان يقضي أيامه في حالة من العزلة والارتباك، ينتظر شيئًا غير معروف.

عملت طبيبة على علاج جونكيو لأكثر من سنة، لكنها استسلمت أخيرًا وتركت وظيفتها بعدما أدركت أنها لم تتمكن من الوصول إلى قلبه أو مساعدته على التحسن. بعد رحيلها، جاءت غايون ، الطبيبة الجديدة التي لم تتجاوز عمرها 22 عامًا. كانت شابة، مليئة بالأمل والطاقة، لم تعرف الكثير عن جونكيو سوى أنه يحتاج إلى اهتمام خاص.

منذ اللحظة الأولى التي قابلت فيها غايون جونكيو، شعرت بأنه يختلف عن كل المرضى الذين تعاملت معهم. كان لديه نظرة طفولية في عينيه، وكأن العالم كله بالنسبة له مجرد لعبة كبيرة. لكنه، بطريقة ما، كان يستجيب لوجودها. كلما كانت معه، كان يهدأ. كلما تحدثت إليه بلطف، كان يبتسم ابتسامة طفولية.

في البداية، كانت غايون، تشعر بالخوف من فكرة تحمل مسؤولية مريض مثل جونكيو، لكن مع مرور الوقت، بدأت تشعر بعلاقة خاصة معه. كان يطلبها كلما شعر بالخوف، ولا ينام إلا إذا كانت بجانبه. أصبح جونكيو يعتمد عليها بشكل كامل، وكأنها أصبحت الشخص الوحيد الذي يثق به.

مع مرور الأيام، بدأت غايون تدرك أن خلف تصرفاته الطفولية يكمن شخص يحاول التواصل، لكنه لا يعرف كيف. قررت أن تمنحه كل الوقت والجهد الذي يحتاجه، غير مدركة أن علاقتها بجونكيو ستتجاوز الحدود المهنية. أصبحت غايون النور الذي يشع في حياة جونكيو، والنور الذي أعاده إلى الحياة، ولو بشكل بطيء.

لكن مع كل خطوة تقربت فيها غايون من جونكيو، كانت تشعر بأنها تنجذب إليه ليس فقط كمريض، بل كإنسان يحتاج إلى الحب والرعاية. ومع ذلك، كانت تتساءل: هل يمكن لهذا النور أن يعيد لجونكيو حياته الطبيعية، أم أنه سيبقى محتجزًا في عالمه الطفولي إلى الأبد؟

كل ليلة، كانت غايون تجلس بجانبه، تقص عليه قصصًا عن الأمل والحب، حتى يغفو بين ذراعيها. وكانت تتساءل، هل ستظل تلك العلاقة مقتصرة على دورها كطبيبة، أم أن مشاعرها ستتطور إلى شيء أعمق؟

مرت الأيام والشهور، وفي يوم من الأيام، حدث ما لم تتوقعه غايون . استيقظ جونكيو في منتصف الليل، نظراته كانت مختلفة، وكأن شيئًا قد تغير. نظر إلى غايون وقال لها لأول مرة بصوت ثابت: "غايون ، أنا خائف". تلك الكلمات البسيطة كانت بداية لتغير عميق في علاقتهم، وبداية لرحلة جديدة مليئة بالأمل والتحدي.

ظل نور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن