طَوَالَ عُمْرِي لَمْ أَعْرِفْ لَوْنًا لِلْحَيَاةِ غَيْرَ لَوْنَيْنِ هُمَا الرَّمَادِيُّ وَ الْأَحْمَرُ، وَ كَانَتْ هِيَ تَمُرُّ أَمَامَ عَيْنِيٍّ مِثْلَ مَشْهَدٍ سِينَمَائِيٍّ كُلُّ شَيْءٍ فِيهِ دَمَوِيٍّ وَ عَتِيقٌ
تُسَاوَرُنِي أَحَاسِيسَ فِي فَتَرَاتِ عُزْلَتَي الْكَئِيبَةِ هَذِهِ فِكْرَةُ أَنْ لَا إِنْسَانَ مِثْلِي، أَيُعْقِلُ أَنْ يُخْلَقَ فِي الْوُجُودِ كَائِنٌ مِيتَافِيزِيقِيٌّ يَشْتَرِكُ مَعِي فِي مَا أَنَا عَلَيْهِ؟ هَذَا الْفُضُولُ هُوَ مَا يُبْقِينِي حَيًّا حَتَّى الْآنَ عَلَى الْأَقَلِّ، فَأَنَا لَا أَطْمَحُ لِلْمَوْتِ حَقًّا وَ لَكِنِّي أَطْمَحُ أَنْ أَنْتَهِيَ وَ حَسَب.
نُقطَة هائِمة فِي الفَراغِ اللانِهائي أنا، و كُل الأَشبَاح حَولي لَن تُعزيني عَن فُقدَان نَفسي، فها أنا في قمة يأسي أَشْعُرُ أَنَّنِي أُسْقُطُ سُقُوطًا بِغَيْرِ إِتْجَاهٍ فِي هَذَا الْفَضَاءِ، اللَّيْلُ طَوِيلٌ وَ السَّمَاوَاتُ تَمْتَدُّ لِلِانْهَائِيَّةِ وَ لَا هُوَّةَ تَحْتِي وَ لَا قَرَار، وَ تَنَبَّهْتُ بِفِعْلٍ وَمِيضٍ كوني أَنَّهُ قَدْ سُرقَ مِنِّي الْوُجُود قَبْلَ أَنْ أُوجِدَ حَتَّى، وَ أَنَّ حَيَاتِي هِيَ كَمَاءٍ مُحَرَّمٍ تَنْسَابُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِي، حياةٌ رَكَضْتُ فيها لِوَقْتٍ طَوِيلٍ أَبْحَثُ عَنْ شَيْءٍ ... فَضَيَّعتُ كل شَيْء
لَقَدْ طَارَدَنِي مِثْلُ وَحْشٍ جَائِعٍ عَدَمَ قُدْرَتِي عَلَى صِيَاغَةِ نَفْسِي لِمَا أُرِيدُ أَنْ أَكُونَ حَقًّا، كُلُّ الْمَعَارِكِ مَعَ ذَاتِي تَكَلَّلْتُ بِهَزِيمَةٍ نَكْرَاءَ أُطَالِعُهَا وَ تُطَالِعُنِي، فَتَبَصَّقَ عَلَيَّ وَ عَلَى خَيْبَةِ آمَالِي الْغَامِضَةِ
وَ الْيَوْمَ وَ أَنَا فِي هَذَا السِّجْنِ الْمُكَوَّنِ مِنْ أَرْبَعَةِ جُدْرَانٍ، أُشَاهِدُ سَمَائِي السَّوْدَاءَ الْمَحْصُورَةِ بِزِوَايَةٍ نَافِذَةٍ لَا تَتَعَدَّى بِضْعَ سَنْتِيمِتْرَاتٍ ثُمَّ أُعَايِنُ مُخَطَّطَاتِ الْمَعَارِكِ الَّتِي أَنَا مُجْبَرٌ عَلَى رَسْمِهَا لِسَلْبِ أَرْوَاحٍ رُبَّمَا هِيَ لَا تَرْغَبُ بِالْإِنْتِهَاءِ بِالْقَدْرِ الَّذِي أَرْغَبُ فِيهِ أَنَا بِذَلِكَ
أنت تقرأ
شَجرة القَيقَب الأحمَر || Shanks
Fanfiction-وما الذي يدفعني لأثق بخائن وطنه ؟ فخائن البلد سيخون قلبي، أوليس يا أحمر ؟ -طعنتِ صدري بكلماتك هذه تارو ألم تخشي على عاشق الزمرد هذا أن يموت -كفاك فأنا أكاد أقسم أنك لست بعاشق -وأنا أقسم أنني من أجلك قد أخون وطني سبعين ألف مرة على أن أجرأ على خيا...