الجزء الاول

492 50 21
                                    

اللهم أحينا في الدنيا مؤمنين طائعين وتوفنا مسلمين تائبين ، اللهم ارحم تضرعنا بين يديك وقوّمنا إذا اعوججنا وادعمنّا اذا استقمنا وكن لنا ولا تكن علينا

اسكريبت 

أنا و أنتى و الحب

الجزء الاول

بقلمى .. ميمى عوالى 

كان يوسف يجلس بالقطار .. يستند برأسه على زجاج النافذة و عيناه تنظر الى البعيد ، و من يراه يظن انه يراقب الطريق و يستمتع به ، و لكنه كان فى شرود تام .. مشغول البال بما قد وصل به حاله

فها هو ابن الاربعين عاما يشعر و كأن اعوام عمره قد سرقت منه خلسة دون ان يشعر بها ، فقد تسرسبت السنوات تلو السنوات و هو ينتقل من بلدة لاخرى و كلما استقر به الحال ببلدة ما .. ينتقل الى بلدة اخرى ، فبعد ان تخرج من الجامعة و حصل على شهادته فى الطب ، اوكل اليه عملا بوحدة من الوحدات الصحية باحدى قرى الريف ، ليبدأ رحلته بمنفاه الاختيارى الذى قرر ان يلجأ إليه بمحض ارادته  عوضا عن العودة الى منزل ذويه 

فكيف يعود إليهم بعد ان سلبوا منه حب عمره .. روضة .. تلك الروضة التى كانت محط احلامه باكملها 

فقد رفض ذويها المقيمين بالعقار المقابل لعقارهم زواجهم بحجة انه مازال ببداية مشوار حياته ، و انه لا يملك ما يؤمن لابنتهم مستقبلها معه ، و قدموها بكل سعادة و نفس راضية لرجل اخر رأوا فيه كل مقومات سعادة ابنتهم و التى تفاجئ بها تؤيدهم فى قرارهم و تخلت عنه بكامل ارادتها 

لينقل حياته باكملها الى البلدة التى يعمل بها ، و لا يعود الى ذويه الا كزيارات متقطعة فى إجازات قصيرة و التى بالكاد لا تتعدى اليومين 

 و بعد اصرار طويل من امه وافق على زواجه من ابنة خالته سلوى التى كانت تعشقه بجنون و تنازلت عن كثير من متطلبات الفتيات المقبلات على الزواج لكى ترتبط به

فقد وافقت سلوى على الزواج من يوسف بمنزل خالتها بغرفته ، بعد ان قدم لها شبكة اقل وصف لها انها متواصعة و لكنها كانت بنظرها الدنيا باكملها ، و لكن كان اصعب ما قدمته سلوى .. هو موافقتها على ابتعاد يوسف عنها ، و الذى كان يقيم بعمله شهرا بأكمله و يعود الى المنزل يومين فقط ، و لكنها كانت لا تعترض و لا تشكو على امل ان يمل من غربته

و كان خلال إجازته القصيرة يلتزم المكوث بالمنزل و لا يخرج منه الا للضرورة القصوى بحجة انه يحتاج الى الراحة ، و لكن الحقيقة انه كان يخشى ان يلتقى بروضة او تمر صدفة من امامة فتنكأ جراح قلبه من جديد

و كانت سلوى تحيا بين خالتها و زوجها كابنة لهما تماما كيوسف ، و تقوم على خدمتهما بكل رضا و حب و برغم ان يوسف لم يقدم لها الكثير الا انها كانت فى اوج سعادتها لزواجها منه رغم جموده فى معظم اوقاته معها

انا و انتى و الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن