الخامس عشر

196 13 0
                                    

لوعة الحب

مستوصف شعبي خيري في منطقه شعبيه هو كل ما استاطعت فاطمه تحقيقه ...فريده ضحكت بسخريه وهى تواصل تقدمها عبر ازقة الحاره الضيقه .. لقرابة الساعه وهى تبحث عن مستوصف غراب الخيري واخيرا وبعد جهود مضنيه تمكنت من ايجاده فالمبنى المتهالك غطى علي اسم المستوصف بأحجار نصف مهدمه ورطوبه اكلت الاسم من شدة ملوحتها.. الحقاره لا تفيد في معظم الاحيان وهاهى فاطمه تثبت ذلك نشئت وضيعه وظلت وضيعه وستموت وضيعه...تدنى سعر الكشف في ذلك المستوصف يجعل الاقبال عليه شديد ...ربما فاطمه تعاين عشرات وعشرات الاطفال يوميا وفي النهايه لا تجنى سوى القليل بعد ساعات من الشقاء...              صعدت الدرجات القليله المتهدمه حالها كحال الواجهه القديمه لتجد نفسها امام موظفة استقبال تحصل النقود من المرضي ...عندما شاهدتها سألتها بروتنيه ..- هتقطعى كشف ايه ؟
فريده هزت رأسها بالنفي وقالت ...- مش هكشف ..ممكن اقابل دكتوره فاطمه ...انا عاوزه اقابلها لسبب شخصى وخاص ..الموظفه اشارت في حركه تدل علي الامتعاض وقالت ...- اول باب علي اليمين .. لما الكشف اللي عندها يخرج ادخلي ..انا مش سكرتيره لحضرتها ..                    حتى موظفة  الاستقبال لا تطيق فاطمه ...سبحان الله كيف كانت عمياء بالكامل عن سيائتها العديده ...كيف سمحت لها بغسل دماغها بتلك الطريقه اكثر ما المها انها اعتبرتها صديقه.... والخيانه طعنتها في ظهرها لكن فعلا ليس كل من يصاحبك يستحق لقب صديق... 

انتظرت خروج المريض بالداخل بلهفه ولولا اخلاقيات المهنه التى اقسمت بالحفاظ عليها لكانت اقتحمت الغرفه وضربت بخصوصية المريض عرض الحائط لكن القليل من الصبر بعد يا فريده...  وما ان لمحت باب غرفتها يفتح حتى دخلت فورا حتى قبل ان يخرج اهل الطفل الذي تعاينه فاطمه..فمخزون صبرها نفذ الان...
دخولها المفاجىء جعل فاطمه تقفز من خلف مكتبها وتنظر الي فريده ببلاهه ... اما فريده فلم تنتظر ان يصبحا بمفردهما قبل ان تصبح بها بغضب ..- ليه عملتى كده يا واطيه ...؟                                             فاطمه تجاوزت صدمتها بسرعه تحسد عليها ..ابتسمت ابتسامه صفراء وقالت ..- من ساعة ما شفت عمر في مناقشتك وانا عرفت انها مسأله وقت لحد ما تعرفي ...                                                                       فريده هزت رأسها بعدم تصديق.... - انتى مصنوعه من ايه ؟؟ جنسك ايه بالظبط ..؟ ده كل اللي عندك تقوليه...                                              لو الحقد يتجسد في انسان من لحم ودم لكانت فرده علمت شكله الان ..  بفحيح اشبه بالحيه فاطمه اجابتها بغل صريح لم تحاول ان تخفيه...        غل كشف عن ترسبيات وعقد سنوات ...- انتى اللي كنتى غبيه انا معملتش اي حاجه .. سألتى نفسك ليه معرفتش اعمل اي حاجه مع شهد ؟ شهد كانت قويه ومقتنعه بإختيارها ..مفرقش معاها انى اقولها شوفي شبكة فريده او شقتها... حبها لباسم كان مغطيها وكانت مستعده تقف جنبه وتسنده وتصبر علي قلة الفلوس لانها كانت بتحبه بجد لكن انتى كنتى ضعيفه ومن جواكى مكنتيش مقتنعه بعمر ... سلمتى ودانك ليه وحكتيلي علي ادق اسرارك حتى علاقتك الزوجيه وانا بس قلتلك الكلام اللي انتى كنتى حابه تسمعيه... انا بقي كملت الباقى وخلصته منك بصراحه هو خساره فيكى...
البجاحه لها ناسها كما يقولون....
 بقوه لم تكن تعرف انها تملكها ...لا اراديا صفعت فاطمه ومزقت شفتها السفلي ...اخبرتها غاضبه.... -  ده شبه اللي انا اخدته من عمر بسببك  حقيره وهتفضلي طول عمرك حقيره ومن اصل واطى ...                 ربما فريده افرغت شحنتها في الصفعه ولكن هل تلك الصفعه تكفي ...؟ تلك الحيه تستحق الحرق حيه ولن يكون عقابا كافيا لها ...اما الحيه فمسحت خيط الدم الذى سال علي ذقنها بظهر يدها ولم يبدو عليها الالم بل وابتسمت بحقد وهى تقول ...- طبعا اصل واطى امال انت فاكره ايه ؟ والكف اللي اخدته منك ده مبيأثرش فيه ..جتتى نحست زى ما بيقولوا انتى العبيطه الوحيده في الدنيا ...ساذجه وهايفه  وغبيه وضيعتى حب كنت ادفع عمري كله والاقي حتى ربعه....
شوفي نفسك كويس في المرايا يا فريده انتى عاديه جدا انا احلي منك بكتير واستحق جوزك اكتر منك ...لكنه للاسف كان معمى بحبك فقررت انى اخليكى في الوحل معايا ما انا مش هضيع لوحدى ..ايوه انا بأغير منك وبكرهك وحتى اخترت تخصص الاطفال زيك عشان احاول اوصلك .. لكن انت محترمه حتى وانتى مطلقه وحصلتى وظيفه في الجامعه...ايوه انا بأكرهك من كل قلبي ..واتمنى انك تموتى بحسرتك...                                                            

غيوم ومطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن