العشرون

409 16 4
                                    

- قوس قزح

" كنت ولا زالت انتظرك عند كل مشرق وعند كل مغيب واردد اسمك للنجوم فتخبرنى كيف هو حالك...ولكن غيمه غطت علي النجوم يوما بعد يوم وانتظرت المطر طويلا حتى بدأت ايأس من هطوله .... 
فياغيومى اعيدينى الي حياتى الماضيه وارحمينى وامطري لتكشفي عن سمائي الغاليه... "

لكل منا غيومه ..عواصفه وسكونه ..افراحه وشجونه ..تعقله وجنونه .. حسناته وذنوبه .. تتصارع اللذات علي باب الطاعات ...فنخطىء ونصيب نحب ونكره.. نذنب ونتوب .. ولكن عندما يكون القلب ابيض فنحن نستحق فرصه اخري..

كل ما يمر علينا من احداث بحلوها ومرها يصنعنا ويجعلنا ما نحن عليه الان ..الحياه سلسله من الاحداث تمر ثم تترك لنا ذكريات نعيش عليها .. الذكريات الجميله تشوقنا لاعادة التجربه والحزينه تصقلنا وتترك بداخلنا شجون .. ذكريات الطفوله البريئه وذكريات ايام المدرسه ...ذكري اول يوم في الدراسه بعد الاجازه الصيفيه .. نتيجة الثانويه العامه  بكل ما تحمله من توتر وفرحه ...ليلة العيد .. او زيارة عزيز بعد غيبه ... المصايف وتجمع العائله في السفر او في العزومات ... ذكري اول حب ثم احساس النشوى المصاحب للاعتراف بالحب وانت تنتظر رد فعل حبيبك اول لمسة يد ..اول حضن ..وذكري  واحساس اول قبله ...
عمر استرجع شريط حياته بالتفصيل خلال الايام الثلاثه التى قضاها منحنى علي فراش فريده ويتمسك بكفها ...كان لديه الوقت لمراجعة كل تصرفاته حتى من قبل انفصالهما ..علم ان الخطأ الاكبر كان من نصيبه هو ... استرجع حلمه وهو في الثامنة من عمره ليلة ميلاد فريده عندما شاهد محمد يعطيه فراشه رقيقه وهو اخذها منه ليطلقها في حديقه جميله ...               طوال الايام التى قضتها فريده في الغيبوبه لم يغادرها مطلقا فهو علم ان الخيط الرفيع الذي يربط بينهما سينقطع عندما يترك يدها ...لم يضمد جراح يده ولم يتذوق الطعام ابدا ..فمن اين سيأتى بشهيه او رغبه في الطعام وقطعه من روحه تنازع الموت ...وبالطبع بإمتناعه عن الاكل والشرب لم يكن يحتاج الي استخدام المرحاض...                                                   لذلك لم يغادرها الا الي الصلاه التى كان يقف فيها اضعف ما يكون بين يدى الرحمن .. كان يخبرها قبل ان يترك يدها  انه سيتركها فقط  للصلاه فكانت الاجهزه تظل علي هدوئها ولكن عندما تتخطى غيبته الخمس دقائق تبدأ نبضات قلبها في الاضطراب فيعود سريعا للامساك بيدها وتعود ضربات قلبها للانتظام ... حتى خالته كانت تراقب ابنتها من بعيد وتقبل جبهتها وتغادر فورا لاكمال دعواتها وتضرعها الي الله  عز وجل فهى كانت تعلم ان فريده لديها كل ما تحتاجه...                                                       بعد ليالي عديده قضاها بجوارها يخشى ان يغمض عينيه فتغيب عن ناظريه كانت ماتزال كما هى في نفس غرفة العنايه المركزه التى دخلت اليها منذ ايام .. متصله بجهاز التنفس الصناعى ونائمه كملاك حزين تمنى لو يعلم بما تحلم ...لو يستطيع بثها احلام سعيده تعوض البؤس الى عاشته علي يديه لشهور مضت ... امواله التى كان علي استعداد لانفاق اخر قرش منها وتشفى حبيبته سهلت له الكثير من الامور فاستدعى اكبر جراح صدر في مصر لمعاينة الجرح واكبر طبيب عنايه مركزه واشتري وقته بالكامل حتى يتفرغ لفريده ...لو كان شراؤه للمستشفي يفيد لكان اشتراها بلا تردد ولو يستطيع التبرع لها بأنفاسه لتبرع بكل طيب خاطر بل ولأصبح سعيدا جدا ايضا ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 22 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

غيوم ومطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن