الفصل 5|سيول قُرمزيَّة!

1.7K 104 17
                                    

الكلُّ يلعنُ فوضاي...
و لا أحد فكَّر بترتيبي!❝







بورت مورسبي| فندق الـبالاس

إطَّلع كريس على ساعة يده، و فكَّر أن عشرين دقيقة حول تلك الطاولة كافية جدا لشكر صاحبة الفندق على الدعوة، و العودة إلى الجناح بحثًا عن قسط من الراحة، خصوصا بعد ما عاشه في الساعات الثماني و الأربعين الأخيرة...

عودة مورغانا لو فاي إلى دائرة حياته و التي لم يكن يتوقعها، كارثة إتهامه بمحاولة إغتصاب طالبته، إتصال دينيريز مطالبة بفرصة لإحياء الرماد بينهما، و هذه الرحلة المجنونة التي خرج بها ديكستر إلى النور من حيث لا يدري!

إنه بحاجة ماسَّة إلى الراحة بالفعل؛ الكثير منها، قبل أن يبدأ هو و مورغانا العمل على البحث الذي سافرا من أجله.

كانت مالكة الفندق السيدة «روث أغامو» التي تبلغ من العمر سبعا و خمسين سنة تبتسم بلطف و هي تشير على كريس كي يتصرف على راحته و يجلس، بينما غمزت أحد الندل بعينها حتى يباشر بتقديم المقبلات أولا...

و اتسمت المقبلات في ذلك الجزء من العالم بكونها قائمة طويلة من السلطات الشهية و الحفيفة، التي تناسب المناخ الإستوائي هناك، و تساعد الأجانب على تقبل المطبخ البابواني المتنوع بسرعة!

و قبل أن تتخذ روث مكانها، لمحت بطرف عينها تقدم شابة سمراء من الطاولة، فاتسعت إبتسامتها و إنتظرت بفارغ الصبر إقترابها أكثر كي تقدمها لكريس بإعتزاز جلي!

أخذت تلك الشابة أنفاسا ممزقة ما إن إقتربت و وقع بصرها على كريس، و قالت بصوت مشتَّت:

"المعذرة، آمل أنني لم أتأخر!".

ردَّت روث بلهجة سرور ترجمتها نظراتها:

"بل وصلتِ في اللحظة المناسبة عزيزتي!".

و توجهت بحديثها نحو كريس معرفة الشابة:

"بروفيسور فانويك، أقدم لك إبنتي و المديرة التنفيذية للـبالاس ... جويس أغامو!".

ثم خصصت السيدة حديثها نحو إبنتها مضيفة:

"عزيزتي، هذا هو إبن صديقي جورج... البروفيسور كريستوفر فانويك!".

ترك كريس مقعده مغلقا زر بدلته بدافع من إحترام، و تقبل يد جويس الممدودة بابتسامة عملية، و عقله في الآن نفسه يجمع إثنين مع إثنين، بدا له كلام السيدة أغامو غايةً في الغرابة فهو يذكر جيدا ما قاله ديكستر عن كونها صديقة قديمة له شخصيا، و لم يذكر ي ذلك إسم جورج على الإطلاق، لكنه لم يطل التفكير كثيرا في تلك النقطة، لأنه توقع أن الثلاثة جمعتهم صداقة ثلاثية، و هذا ما يكسر غرابة الموقف، ثم إن كريس لم يكن يحب دس أنفه في شيء لا يعنيه مباشرة، حتى لو تعلق الأمر بماضي والديه، فهو لن ينكشه بحثا عن إنجازات أو فضائح، بالنسبة له هو يحبهما و يكن لهما الإحترام أيا كان ما عاشاه قبل ميلاده!

عصفورة الجنة|𝕭𝖎𝖗𝖉 𝕺𝖋 𝕻𝖆𝖗𝖆𝖉𝖎𝖘𝖊حيث تعيش القصص. اكتشف الآن