par1: عَالمَان مخّتلفَان

62 3 0
                                    

تعليق بين الفقرات أرجو التفاعل بنجمة وتعليق على الأقل....
................................................

"كالشمس والقمر لا يتقابلون أبدا"
.
.

كانت فايا سيلونا، عارضة الأزياء الروسية الشهيرة، تقف أمام المرآة في غرفة التجهيز، تنظر إلى انعكاسها بنظرة ملؤها الفخر والغرور جمالها كان ساحرًا عينان زرقاوان تشعان كالسماء الصافية، بشرتها ناصعة البياض تضفي عليها حمرة خفيفة على وجنتيها، وشعرها الأسود الحالك كظلام الليل ينسدل على ظهرها حتى منتصفه، مع خصلات بنفسجية لمواكبة أحدث صيحات الموضة لكن جمال فايا لم يكن سطحيًا فقط، فهو مجرد قناع يخفي خلفه شخصية قوية لا ترضى إلا بالكمال ....كانت كالجوهرة اللامعة التي تجذب الجميع، ولكن قسوتها تجعل الوصول إليها خطرًا.

قُطِع تأمل فايا حين دخلت عاملة الميكاب تسأل بخجلٍ:

"آنسة فايا هل تفضلين لون أحمر شفاه فاتح أم فاقع؟"

لم تُظهر فايا أي تردد، بل رفعت إحدى حاجبيها بنفور:

"هل أنتِ جادة؟ ....ماذا لو قمت بذلك بنفسي؟ لستُ متأكدة بعد، هل أنا عارضة أزياء أم فنانة مكياج؟"

تراجعت العاملة خجلة، محاولة استيعاب الإهانات المتكررة التي اعتادت عليها من هذه المغرورة.

وقبل أن تتفاقم الأمور، دخلت ميليسا، مديرة أعمال فايا، التي كانت معروفة بانفعالاتها المفرطة. صرخت بصوتٍ عالٍ: "ماذا يجري هنا؟ هل نحن في انتظار كارثة طبيعية؟ أسرعوا، العرض على وشك أن يبدأ!" كان الجميع في حالة توتر مستمر بسبب ميليسا، التي رغم جنونها، كانت الوحيدة القادرة على التعامل مع شخصية فايا الصعبة.

وسط الفوضى، أمرت ميليسا فريق العمل بالتحرك بسرعة: "مايا، أحضري الفستان الأسود الآن! فيسكي، انتهِ من تصفيف شعرها بسرعة!" وفجأة، خطرت لفايا فكرة ساخرة. ابتسمت لنفسها وهي تفكر في اسم "فيسكي": "ما الذي كان يفكر فيه والده حين سماه هكذا؟ ربما كان محبًا للكحول لدرجة أنه أراد تسميته ويسكي لكنه تراجع خوفًا من سخرية الناس!"

في تلك اللحظة، قطعت منظمة العرض أفكارها: "سالي، ألقي نظرة على فستان فايا. هذه هي المرة العاشرة اليوم!" تقدمت سالي بتثاقل وعدلت الفستان قليلًا من الخلف، بينما كانت فايا تشعر بالملل من كل هذا التدقيق المزعج. وفجأة، أعلنت رينا، منظمة العرض، بصرخة: "دورك الآن، عزيزتي فايا! أبهري الجميع!"

نظرت فايا إلى نفسها في المرآة بابتسامة خبيثة: "إذا لم أدهشهم وأتركهم فاغري الأفواه، فلن أكون فايا سيلونا." خرجت بخطوات واثقة على المسرح، كل حركة محسوبة، رأسها مرفوع ومعالم وجهها متجمدة كأنها دربت على عدم إظهار أي مشاعر أمام الكاميرات. الكاميرات التقطت لها عشرات الصور من كل زاوية، لكنها لم تبدُ متأثرة، بل ابتسمت نصف ابتسامة غامضة لم تصل حتى إلى عينيها، وهو ما جعلها تبدو أكثر غموضًا وجاذبية.

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : Nov 26 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

One Night With The DevilOù les histoires vivent. Découvrez maintenant