"Part ten"
العقلُ يشكو والقلبُ يرجو..
أمّا نحنُ فنبقىٰ بينهُما عالقين..
إنّ فِطرة العقل تكمُن في التفكير بالمنطق وبالحياة من جميع جِهاتها ومعرفة العدو من الأخ..
أمّا القلب فيسعىٰ دائمًا وراء شعورهِ ولا يأبهُ بشيءٍ كان..
مشاعرهُ بالحُب ، بالصداقة ، بالأُمومة ، بالأُبوة ،
وبالأُخوّة ...
هكذا كان لسان حال جومالي حين بقيَ قليلًا هناك في غرفة أخيهِ ياماش يتأمل وجههُ بشرود وبنظرهِ لعلّ ذلك يكون وسيلة لهُ للتعرف علىٰ اخيهِ اللذي عاش بعيدًا عنه..
كان ينظر إلىٰ وجههِ وملامحهِ تلك،
إنّها لا تشبهُ أحدًا من إخوته..
حسنًا يعطي شبهًا لكهرمان قليلًا ولكن هذا فقط أمّا الباقي فـ هو مُختلف تمامًا، شقار شعرهِ المُبعثر وبشرتهُ البيضاء وبعضُ نُقَط النمش علىٰ كِلا خديهِ غير ذلك الجرح الصغير اللذي يزيّن شفتهُ اليُمنىٰ إثَر صفعة جومالي لهُ اليوم.
تنهد جومالي بإرهاق ليقترب مجددًا من ياماش وعدّل غطائهُ جيدًا ثم ابتعد خارجًا لتظهر هازال أمامه واللتي كانت ستصعد لغرفتها لتقف ونظرت لحال جومالي اللذي وقف بذات الوقت ينظر اليها ببرود وعينين لم يضمحِل الإحمرار منها إثَر المشروب..
بلعت ريقها بهدوء لتخفض نظرها قائلة:
عليك أخذ قسط من الراحة، حاول أن تنام قليلاً..
هيا ليلة سعيدة..انهت الأخيرة ورفعت نظرها بهدوء نحوه ليومئ جومالي وابتعد بنظرهِ متحاشيًا عنها لتنصرف الأخرىٰ فيما عاد جومالي إلىٰ غرفتهِ بخطوات بطيئة ليُغلق الباب وألقىٰ بجسده علىٰ الفراش ما إن وصل لينظر للحائط بتوهان ...
مضت ثوانِ قليلة علىٰ إستلقائهِ هناك حتىٰ هاجمتهُ مجددًا الذكريات السيئة..الذكريات اللتي استنزفت روحهُ بما فيه الكفاية،
وذلك الصوت الأنثوّي المُرتجفة أحبالهُ الصوتية واللذي بقيَ عالقًا في ذهنهِ منذُ ذلك اليوم المشؤوم ...« لا بأسْ.. سأكونُ سعيدةً بالموت تحت يديكَ..! »
.
.
.
..
.
.
."Flash back"
لا أستطيع .. قلتُ لكَ لا أستطيع ولن أفعل ..
ألا تفهم ياهذا ..!!؟
توقف عن ذلك ...
توقف رجاءً ...
ألا يكفيك ماتفعلهُ بي!؟..
ألا يكفيك ما أجبرتني عليهِ منذُ صغَري!؟..
إرحمني ياهذا إرحمني...
قالها مُخاطبًا الرجل اللذي بجانبهِ يسوق سيارتهُ بسرعة هائلة، فيما هوَ كان ينظُر للسلاح يرتجف بين يديهِ ..
لا يعلم أيَرتجف السلاح؟ أم أنّ يدهُ ترتجف؟
أم أنّ ذلك قلبهُ اللذي باتَ يرتجف وينبض نبضًا يكاد يُقسم صاحبهُ أنّهُ سيخرج من صدرهِ ...
ستُنّفذ مايُقال لك..
بدون حرف واحد ستُنّفذ مايُقال وإلّا..
جحضت عينا الآخر وبنظرات خوفٍ ورهبةٍ،
وغضبٍ وإصرارٍ علىٰ قرارهِ إلّا أنّهُ الآن قد أصبح بين نارين ستحرقهُ إحداهما حين قال الرجل اللذي يجلس بجانبهِ :
وإلّا إنسَ ذاك الصغير اللذي تعتبرهُ إبنك ..
ستنسّاهُ تمامًا أفهِمت!!؟
لن تراهُ بعد الآن ولمدة طويلة ...
أنت إبني وهوَ إبني وسأفعل بهِ ما أشاء..
ردّ الشخص مجددًا بتوتر غاضبًا وعينيهِ ممتلئتان :
لن تفعل لهُ شيئًا وإلّا أُحرقك ياهذا أسمِعت أُحرقك !!
انا .. يستحيل .. يستحيل أنْ أنساه ..
أنا أنسىٰ روحي ولا أنساهُ ياهذا مالذي تهذي بهِ !!
جاء الجواب علىٰ مسمعهِ وكان صوت الصاعقة امتزج مع صوت صراخ ذلك الرجل الغاضب بجانبه :
- إذن ستنسىٰ روحك منذ الآن !!
ستقتل روحك تلك وتنساها ..
ستقتل من بذلكَ المنزل ..
ستقتلهم جميعًا ولن تُبقي علىٰ أحدٍ منهم ..
ولا يوجد عاطفة ومشاعر بعد الآن ..
المشاعر هيَ ماتجعلك ضعيفًا، هشّا، قابلاً للإنكسار ...
لذلك ستمحي تلك الخُزعبلات وستدوس علىٰ قلبك وتستخدم عقلك دائمًا هل هذا مفهوم!؟
بقيُ الشخص ينظر بشرود للسلاح فاغرًا فاهُ لازال لم يعي أيًا ممّا تحدثهُ ذلك الرجل المُخرّف ...
صوت الرعد القاسي مع صوت ارتطام حبات المطر وهيَ تتساقط واحدة تلو الأخرىٰ تُشابه سقوط ذلك الرجل القويّ اللذي عهِدهُ الجميع صُلبًا لا يهتزّ..
تُشابه صراعهُ النفسي وإنكسارهُ ومُعاناتهُ في تلك الليلة مع خسارة روحهِ وقلبهِ .
أنت تقرأ
Karanlıktaki kardeşler
Romanceتحكي القصة عن الاخوة صالح وكهرمان وجومالي حيث يعيشون في بيت واحد بعد موت والدتهم وسفر أبيهم الى خارج البلاد وتركه لهم، حيث يدرس الأخ الاصغر صالح فترة مراهقته في الجامعة، أما الأخوان الآخران يعيشان معه يعتنيان به وبالطبع فهما يعملان بالأسلحة والمتاجر...