♡
______
-يانا-
نَفَحات مِن الهُدوء صارًت تُلامِس الفَوضى في داخِلي و تَسكُن جَعر قلبي شَيئاً فَشَيء، عَقلي الذي إِعتاد على الصِراع مَع فؤادي صار يُطاوِعُه هذه الأَيام، و السلام حَل بَين العَدوَين أَخيراً.
مُلاقَة الراهِب جُنجكوك روئيَتُه و الضَحك في حَضرَتُه و الشُعور اللَذيذ لا يَجتاحَني إِلا بِوجودُه، هَدية السَماء و هو حَبل النَجاة الذي طَلَبتُه مِن الرَب أَن يَرميه صَوبي.
أَشعُر بِأَن الحَياة أَصبَحَت بِاللَون الزَهري و كُل الوَرود قَد تَفَتَحَت، تَرَكتُ السَرِقَه و أَخَذتُ أُنفِق على إِخوَتي مِن ما أَجنيه بِعَمَلي، رَغم قِلَتُه و لَكِن لا بأس مادُمت أَشعُر بِراحة البال.
الذَهاب إِلى الكَنيسَة صار يَتَوَغَل داخلي، أُحاوِل إِقناع نَفسي بِأَنَني سَوف أَذهَب لِلعِباده لَكن في أَعماق قَلبي أَنا عالِمَه بِمَقصِدي الحَقيقي، نَحن فَقد نَخلِق الأَعذار لأَنفُسِنا حَتى نَتَسَتر بِها مِن قُبح ما نَصنع، هي غَير مُرضيه و لَكِن نَقولَها لِنَتَخَدَر و نَستَمِر بإِرتِكاب المَزيد.
أَيُها الرَب في السَماء سامِحني و لَكِني أَشعُر بِالوِحدَه، إِنَها تُمَزِقَني، قَلبي يَصرُخ بِشِده أَرغَب بِالإِهتِمام كا سائِر البَشر، أَن يُخبِرَني أَحَدَهُم بِأَنَني ُمهِمَه، أَنَه يُحِبُني و سَوف يَمتَص أَلَمي قَبل أَن يَنطِقه لِساني و يَقرأ نَظرة الفَراغ و الهَم بِمُجَرَد أَن يَلمَح ذِبول عَيني، لَم يَفعَل أَحد هذا غَيرُه فَكَيف لي أَن لا أُقَدِسُه؟ أَخبِرني يا خالِقي؟
بَحَثتُ عَنه في أَرجاء الكَنيسَة أَشعُر بِالضَياع بِدونِه مُدمِنَه تَتوق إِلى أَخذ جُرعاتِها، و جُرعَتي كانَت ضَحِكَه حُلوه مِنه و كَلِمات يَصف لي بِها الكَون حَتى يَبدو بِنَظَري عالَماً خَيالي.
- أهلاً بِكى يانا، أَكُنتى تَبحَثى عَني؟
قَبل أَن التَفِت و أَلاقيه أَغمَضتُ عَيناي أَستَذوق حلاوة صَوته الشَجي و نَبرَتُه القَوية، يَرتَعِش كامِل جَسَدي على أَثَر هذا، وشَقَت ضِحكَتي طَريقَها على مِحياي.
- أَجل لَقد بَحثتُ عَنك كَثيراً جُنجكوك، لَم أَراك مُنذ يَومَين هَل أَنتَ بِخَير؟
قَهقَه بِخِفَه و إقتَرَب ناحية خَدي يُبعِد أَحد خُصلات شَعري واضِعاً إِياها خَلف أُذُني ثُم يَمسَح بِأَصابِعُه على وَجنَتي بِخِفَه.
YOU ARE READING
كالمَلائِكه
Short Storyحَبيبَتى خُذى بيَدِّى إِلى المَجهول دَعينَا نَكُون كَالملائِكه.