..الدبوس الحاد ، يعيد البالون المنتفخ الذي أُعجب بكونه يَسحق الجاذبية بتغطرسه إلى رشده الأبدي ..
..
عنوان الفصل : الشيطان يولد !
قراءة ممتعة
...
فلادكا
الدبوس الحاد ، يعيد البالون المنتفخ الذي أُعجب بكونه يَسحق الجاذبية بتغطرسه الى رشده الأبدي ..
كانت الجملة تزين حائط المقهى الذي شردت به فجأة ..
صفعتني الحياة بقوة هذه المرة ..
على العموم ، لم أكن بخير في الوقت الراهن ..
ثلاثتنا نجلس في المقهى الذي لن أطئ قدمي به مرة أخرى كونه أصبح من الآن فصاعدا ضمن الأماكن التي شهدت على نشوب حريق بداخلي ..
لأول مرة أنظر لمن حولي ، أدقق في تفاصيل غيري و أطرح تساءلات عديدة عن ما يشعرون به الآن ؟ هل يمرون بأوقات عصيبة كالتي تحدث معي ؟ لما تلك المرأة تبكي و لما الصبي يحدق بوالده بتلك الغرابة ؟
لما النادل حزين ؟ و لما يحمل القلم بهذا الشكل ؟
هل هو متوتر ؟ أراه يضغط عليه بطريقة توحي مدى غضبه او كبته لمشاعر سلبية ما ؟
يزن يجلس قبالتي و لن أجزم أنه ليس قلق على ما حل بي بعد آخر ما حدث بيننا ، إستفقت من شرودي على صوت بتول القلق ..
" فلادكا ؟ هل سمعتي ما أخبرتك به ؟ "
وضعت الفنجان جانبا و أنا أسحب خصلات شعري الى الخلف قليلا لأقول بتأسف :
" آسفة ، شردت فجأة "
" لا عليك ، أخبرتك أن موعد الزفاف من الممكن أن يكون العاشر من شهر ديسمبر .. "
أمسكت يده بحماس لتضيف لي ، بينما أنا كنت أحدق في الضباب ، السواد ، أي شيء غيرهما ..
عقلي لم يكن في حالة تأهب لما قد يحدث عندما أصادفه يوما ما ..
في جلسة علاج لي سألني إيريكس عن ما قد افعله حالة لقائي به لكني لم أجبه و إنما إكتفيت بالصمت ..
" لم نخطط لهذا مسبقا لكنه من الأفضل أن لا نطيل الأمر .. "
أخدش يدي من تلقاء نفسي تحت الطاولة و بإبتسامة الرضى الكاذب تزين شفاهي كون الأمر جميل جدا بما أن كلاهما موافقان ، ففي الأخير هذا حفل زفافكم و ليس لي شأن في قراراتكم الشخصية ..
" صدفة رائعة ، عيد ميلاد إبنتي سيكون نفس يوم زفافك بتول"
أمسكت بتول بيدي تعبيرا عن سعادتها بعد ان عدلت من قميصها الأبيض الذي به ازرار ذهبية ناصعة ، بينما أنا أشعر بيزن يحرقني بعينيه الزرقاوتين ، لم أرتح له .. أشحت نظري عنه و انا اخبر نفسي أن أمر الأبوة ذاك سأحرمه منه و لن يعلم حتى لو كان هذا على جثتي ، لأضيف بهدوء :
" أنا سعيدة لأجلكما ، الزواج و الإنجاب بالأخص إن كانت العلاقة تسودها الأمن فإعتبرا أنفسكما محظوظين .. "
" الأمن ؟ " بتول بتساءل
" نعم الأمن ، أظن أنه أهم من الحب ، يمكن للمرء أن يجد ألف شخص يبادله مشاعرا ما ، كالحب مثلا ، لكن الشعور بالأمن و أن تثقي بشريك حياتك هذا يجعل من الحب منار في عتمة .. "
قلتها دون توتر ، دون خوف .. لا أعلم ما الذي نبست به و لكن ما أنا واثقة به فهو أنني إعترفت لأول مرة بشعوري إتجاه إيريكس ..
إيريكس بالفعل هو يشعرني بالأمان معه ، بالطمأنينة ..
أثق به أكثر من نفسي ..
لحظتها نبس يزن بسؤاله و هو يحدق صوبي ، اللعين ! و رغم كل ما حدث لا يزال يحشر أنفه في ما لا يعنيه ..
" بالمناسبة ، ما إسم إبنتك ؟ "
" آيلين .. " بهدوء اجبت
" إسمها جميل جدا و نادرا ما أسمعه ، لا تخبريني أن الخالة تسنيم هي من إقترحته لك ، كانت دائما ما تقترح أسماء لمواليد الجيران من الحي .. " ضحكت عند نهاية كلامها و شعرت برغبة في إخبارها بالحقيقة و أن الرجل الذي بجانبك هو والد إبنتي ، هو من حطمني و لن أخفي خوفي من إقترافه لنفس الأمر معك بتول ، و أن زفافكم هذا ينهش قلبي أكثر فأكثر ..
" إسمها بالفعل جميل ، بتول و أنا سنكون مسرورين بحضورك الى حفل زفافنا .. رفقة زوجك طبعا .. "
سأل بتول بإستغراب ..
" صحيح ؟ تعرفين زوجها أليس كذلك ؟ "
" رفيقتي زوجة أروع رجل في ألمانيا .. "
حدق بها يزن لكونه سمع ما لم يرضيه ، بكذب واضح من عينيه نبس :
" لم أسمعك جيدا بتول .. "
لحظتها قبلته من وجنتيه ، لتحل سوء الفهم بروية بعد أن أذت مشاعر اللعين ، ما يجوب عقلي الآن هو قتله بطريقة ما ..
" حسب تصريح صديقاتي بالعمل فهو أروع رجل في ألمانيا ، لكنك في نظري أجمل و أوسم منه .. أرجوك يزن تعلم أن حماسي يجعلني أعترف أحيانا بأمور قد تثير جنونك ، من المفترض أنك حفظت سلوكاتي .. "
أشارت لي لتقول ..
" فلادكا زوجة إيريكس فولكوف أشهر إخصائي نفسي في عيادات ألمانيا .. "
YOU ARE READING
Erics code
Randomفي عالم تعج به الفوضى و الرغبة الملحة في إبادة عائلة "فولكوف " الغنية عن التعريف في مجلس مقبرة الطابق السفلي.، يقرر إيريكس التخلي عن حياته السابقة و إخفاء أفعاله و كل ما قام به كشخص كان يعرف بالغراب الأسود و كمسؤول لثلاثية الغربية الزرقاء .، إخ...