استغرب كثيرا جرأة الناس في كسر قلوب الاخرين و كأن الرحمة استئصلت من صلبهم منذ ان كانوا بارحام امهاتهم يبدعون في تشويه دواخل البشر يحشرون عقدهم النفسية و نرجسيتهم في علاقاتهم مع غيرهم فيهدمون تلك الامال و يدمرون معها نفوسا رقيقة
كحال الصغير البالغ من عمره خمس عشر سنة فقط
لكن هذا الصغير الذي اذ رآه شخص يقول ماذا ذاق بحياته ليكون بهذا البؤس او يستخف بالمه و يقول هذا القليل و يستهين بالمه
لطالما كان اكبر الامه عائلته اجل ففي حين ينعم من بسنه بدفئ و حنان العائلة هو يعاني من انانيتهم و نرجسيتهم و كرهم و تعذيبهم لم يتركوه يوما بحاله و اصعب ما يلقاه امانهم المؤقت هو يأمل ان يبقوا على حالهم دون تغيير فهذا مؤلم ان يشعروه بالامان للحظات و بدقائق يقلبون عليه اوجههم و يؤذوه
يبتسمون له و يسألونه عن حاله و بدقائق ينهضون يضربونه او يؤلموه بكلامهم كان اقل عتاب له الكلمات السامة التي يقتنع بها و يصدقها
فما من مرة كره بها شكله الا و قد سمع الذم منهم و ما من مرة استنقص فيها من نفسه الا من كلامهم و ما من مرة تحسر و بكى الا من حديثهم
تعلم ان يسكت عن حقه و لا يعارض ان يسكت عند تعرضه للضرب او سماعه التأنيب كل هذه المعاناة و لازال بالفتى جونغكوك بعض من الامل فاحيانا ينسي نفسه باصدقائه و يقول سينسونني الامي لا بأس سأحيى من اجلهم وجدت من يحبني وجدت من يتقبلني لكن للاسف و كأن القدر كتب له الشقاء يغدرون به او يهجرونه دون وداع او عتاب و من كثرة الفراق وثق بأنه المعاب و انه السبب و لو غير من نفسه و احب بصدق و لو فعل اكثر و ضحى لبقي من معه و انه من لا يعاشر لذا اتخذ هذا الصغير من الوحدة رفيقا له و بات مراهقا هادئا صامتا يبدي ردات فعل غريبة و مجنونة احيانا ليثبت للناس انه ليس كئيبا و لا متوحدا لان كلام الناس يؤثر و احيانا يبقى بحاله لانه لا يكترث لكلام الناس امره غريب حقا لكن معه حق فما لاقاه جعله بلا هدىفي موقف اخر و اعمق بحياة جونغكوك
حيث يمشي جونغكوك بالطرقات دون وجهة لا يدري حتى لما خرج فقط يريد ان يبتعد عن عائلته لقد صبحوا عليه منذ ان افاق و هو ينصت لكلامهم السام لطالما تمنى الحياة الهادئة ليته فقط كان اصم و بما انه لم يعد بمقدوره التحمل حمل نفسه و خرج من المنزل
jungkook pov:
انا اموت جوعا بطني التصقت بظهري من شدة فراغها لكن لم استطع البقاء اكثر و تناول الفطور الاكل تحت سمهم مؤلم ما كنت لاتحمل ليس مهما
املك القليل من المال لذا سأشتري علبة عصير و اكتفي بهذا
الجو جميل لدي رغبة بالذهاب للبحر
ولجت لاقرب محل اخذت بعصير دفعت ثمنه و خرجت كيف يكون المكان مكتضا منذ الصباح اكره الاماكن المعتجة و ها انا الان في طريقي للبحر هو ليس بعيدا عنا كثيرا فنحن نقطن في منطقة بحرية
ذهبت ناحية الصخور هي خطيرة لذا الناس لا يقربونها و لذا ستكون خالية من تواجد البشر المكان مريح جدا اصوات تضارب الامواج بصلابة الصخور منعش تصل الي بعض القطرات فتبلل وجهي اشرد بجمال البحر و عمقه ارغب حقا بان اقفز من هنا و ان استمتع بتضارب الامواج داخله لكن مع الاسف لا اجيد السباحة غالبا ما تتملكني تلك الغربة بان ارمي حالي بالبحر ملقيا بخوفي مركزا على تلبية غريزتي الفضولية و الراغبة بالاستمتاع دون اكتراث فان غرقت مت و ان نجوت فكفى بذلك و تلك مشيئة من القدر مر كثير من الوقت على جلوسي اخرجت هاتفي من جيبي لاتفاجأ بانها السادسة مساء ما يعني اني تجاهلت عائلتي يوما كاملا و لن انجو من هذا قمت و نفضت ثيابي ثم مشيت بسرعة للمنزل لا طاقة لي للركض شدني اصوات عالية صراخ و تكسير؟! و المرعب الصوت من منزلنا عموما الجيران تعودوا على ضجتنا و فوضانا فنحن عائلة المشاكل فتحت الباب بالمفتاح كونه لا احد رد عند دقه بل زاد الصراخ تعمقت في المنزل لارى والدي بالصالة و... و ابي يضرب امي و هي تصرخ به و تردد بانه ظالم و كذا من مسباته لها انا لا اطيق امي و لطالما تمنيت ان تجازى بما فعلته بي لكن ليس بأبي و على يده لا احب رؤيتها مظلومة و مذلولة تحت قدم ابي انا غريب حقا فبعد كل شيء لا ازال اخاف و اغار عليها ربما لانها امي و هذه هي غريزة الانسان تقدمت نحوهما احاول ردع ابي و لينتهي بي المطاف احاول دفعه و ارجوه ليتركها بينما هي تزيد من صراخها انا الان احاول ابعاده عنها و دفعه و بكلماتي له رجاء كبير ان يبتعد و يتوقف فحزامه لا مزاح به بعد ان اكتفى هو من مقاومتي مد يده و. شد شعري فثنيت ظهري سيقتلع شعري من رأسي
" اتركني ارجوك " هو يصرخ بكلمات و مهددة و كلماته السامة المعتادة الا يفهم احد اني متعب متعب على المقاومة و على الصراخ و على الدفاع و متعب لاعيش كل هذا
" انا اسف فقط اتركني " قلت بغصة لكنه لم يبالي بل طرحني ارضا يلكمني تارة و يركلني تارة اخرى ثم يشد الحزام و يجلدني به اشعر بجسدي المحطم قد ثقل اين امي لما لا تدافع عني كما فعلت اين اخي عني
لما يسمحون له بضربي انحنى الي و شدني من ياقتي يرفعني يبصق بتهديداته علي هل سمعتم عن اب يتوعد لابنه بالعذاب و الشقاء؟! هل سمعتم عن اب يرتوي باذلال ابنه و اتعابه؟! على الاغلب فلا فالجميع يملكون اباء و ان اتسموا بالقسوة فبداخلهم معزة كبيرة لابنائهم و حب للافضل لهم لكني لا املك انظروا كيف يذلني ابي و يتوعد لي بالقتل و العذاب هذا ينهكني لما يا ابي من بين الجميع كنت انت معذبي رفعت بعيني ابحث عن امي فاراها بحضن اخي؟! هل هذا وقت عناقهما حسنا واسيا بعضكما لكن ليس و انا انال الضرب الست منكما ام ماذا؟ رائع انا جئت لانقذا فانتهى بالامر اضرب و هي لم تلقي لي بالا و لم تلتفت اصلا
![](https://img.wattpad.com/cover/375731646-288-k795181.jpg)