1ـ كابوس

93 12 40
                                    

لحظة!..
سأختطفُ من وقتك لحظة واحدة فقط..
إرمِ ما يحتضنهُ كفُّك..إمسك بدفّة خيالك..ولنبحر معاً
.
.
تخيل أن تستيقظَ بأملٍ عازماً على تغيير روتينك القاتل!!!!
أرهقتك الأيامُ الخاويةُ!!..والمشاهد المتكررة يوميّاً

تتأوّه بخمول متألّماً من وضعيةِ نومك الغير مريحة البتة.
وما أن فُتِحَ جفنكَ العلوي..اكتشفتَ أن رؤيتكَ عاتمة..للغاية!

حاولت أن ترفع يدك لتمسح بكفّكَ ما علق بعينيك من أثر الحلم..
لم تقدر!

فتحت عينيكَ على أقصاها تبحثُ في الظلام الدامس عن بقعة ضوء واهية... لعلّها تكبر لتفهمَ أينَ أنت!!!
ماللعنة؟!
أين النافذة التي دائماً ما تنقل لك الضوء الشحيح ليلاً؟!

أيعقلُ أنكَ قد أغلقْتَ الستائر؟!

بينما أنتَ غارقٌ ببحرِ ضياعكَ المرهق!
لمحتَ بقعة ضوء صغيرة
مع كل رمشةٍ من جفنكَ المتّسع..كانت تتسع أكثر وأكثر..إلى أن اكتفَت..

عيناكَ معلقتان على تلك البقعة...ولكــن

لا شيء يظهر!
ولا حتى يوجدُ هنالك صوت يُسْمَع

فجأة

انتفضَ قلبك بذعر عندما سقط رجلان على الأرض وكأنهما وقعا على قلبك لا على الأرض

نهضا بقوّة لينفضا عن ملابسهما ما علق عليها من غبار

دققت في النظرِ إلى وجهيهما
لا ملامح!!
هيأتهما يغلبها السواد الحالك..
إنهما يقتربان!!!
البقعة تكبر..
قلبك يكاد يقفز من صدرك ذعراً..

كبرت البقعة ولكنها لم تبتلعهما مجددّاً..
هي اختطفتكم أنتم الثلاثة لتحلَّ العتمة على المكان مرّة أخرى..
.
.

تفتح عينيك بذعرٍ واضحٍ وأنفاسٍ لاهثةٍ...
تتلفت حول نفسك،الجوّ طبيعي!!
الضوء موجود..

لتكتشف متأخّراً أنّ هذا ما كان إلّا كابوس..
فتزفر باختناق وتستمع لإحساسكَ الذي يخبرك بأن ما ينتظركَ سيكون حَتماً..

أسوأ من كابوسك!

***************************
22/10/1990

تتلاطم أمواج البحر الهائج..ويصدر الريح صوت صفير قوي...ينذر بعاصفة قاتمة..قادمة لا محالة...

لم يبالي هو بوقوفه شارداً في هذا الجو البارد..
ينظر إلى الأمواج المتلاطمة بشرود..
كم يشبهه هذا البحر!!..
هو شخص هادىء تارةً..وهائجٌ تارةً أخرى..غامض ومثير..تماماً كعشيقه الأزرق..

أغمض عينيه بتعب الدنيا كلّها..
كم أرهقته كلماتها الأخيرة!...
تلك الحروف المبعثرة التي خطَّتها أناملها
كم صعبَ عليه تَقبُّلها!!!

يال خيبته!
كم هو ضعيف!!!
.
.
التفت بابتسامة عندما شعر بيديّ صغيره تحيط بساقه اليمنى..

ثوروفيلا.. صراع الوقتWhere stories live. Discover now