-7-

912 99 160
                                    

.
.
.
.

جلست وحيدا مع احلامي المدفونة هنا بمقبرة الزمن لا اعلم امازلت واقفا ام اني جاثي ارضا، هنا أقابل العدم واسترجع صلواتي التي لم تقبل، هنا حيث الرب رفض كل دعائي ولم يستجب سوى لواحد

لحظتها ايقنت اني كنت مكروها حتى من الرب، يقلون المتمسك بدينه عند أول خيبة يركض للمعاصي كأنما ينتقم من صلواته التي لم تجاب واعتقد اني أأمن بهذا القول الان

حين عدت من الموت بعد جرعة زائدة سماها الاطباء انتحارا قابلتني مفاجئة اعظم كانما الرب يعاقبني لفعلتي

" اعلم ان ما اقوله الان سيبدو صعبا سيد فيليكس... لكن عليك ان تكون قويا ... للاسف انت مصاب بسرطان المعدة وقد بدأ بالانتشار منذ فترة "

لم استطع الحديث... لم استطيع البكاء وربما نسيت التنفس ثواني بعد كلماته التي رميت علي

لم استوعب مغزى حديثه الا بعد ثواني طويلة تراكضت بها الف سؤال لعقلي... اعتقد انني وصلت لنهاية... هل انتهت قصتي واين الخاتمة السعيدة التي يعبشها الابطال نهاية القصة ام اني كنت من اصحاب النهايات الحزينة

ضننت الحياة ستنصفني هي لم تحبني يوما وتمنيت خفية ان تكون لي على الاقل نهاية سعيدة لكن يبدو ان نهاية كانت اشد تعاسة من الحياة نفسها

بديت واثقا صابرا لحضتها حين اخبرتها ان يترك الامر بيينا فلا ارضى ان افزع قلوب احد والحقيقية ان روحي ارتجفت لفكرة ان لا احد يهتم بداية

حين غادر الطبيب متنهدا متأسفا ارتجف بدني ضعيفا معتلا وسقط دمعي باحثا حولي... اين الاب السند؟ واين الام الحنون يافيليكس؟... اين الزوج المحب!.. وأين الرفقة الوفية! ماذا صنعت ليوم عجزك

وكم كانت مخيفة فكرة الموت وحيدا ان يتحلل جسدي بدل أن يدفن وان انازع اخر انفاسي وحيدا ان ترتجف يدي لحظة خروج الروح ولا اجد حتى من يمسكها

ان يسقط جسدي واهنا بعد ان ينهيني المرض وان لا اجد من يقيمني.... ماذا عن لحظات الوداع ألن يودعني أحد!
من سيبكي خلفي؟... ماذا عن قبري الن يزورني احدا بوحدتي اسفل التراب!.. والن تزرع زهور على قبري ايعقل ان قبري ايضا سيكون موحشا كحياتي!

احتقنت انفاسي خوفا وانتشر السقم بروحي بدل بدني هذه المرة تسابق دمعي لفكرة ان من سكن بدني بات سرطان بات سما ونارا ستأكلني بايام معدودات

ولم اكن ادري ان أبكي فرحا لان دعاء واحد من بين كل ادعيتي استجاب وأن الرب نظر لي... ام ابكي خوفا رهبة من الموت

لو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن