||011||

87 11 5
                                    


"يوكي، إستيقظِ."

صوتُ مألوف مرّ على مسامعها، جعلها تفتحُ عيناها بقوة، إرتفع صدرها و انخفض بسرعة، رمشت عدة مرات محاولة التعود على ظلام الغرفة، تسارع نبضها مما جعلها تشعر و كأن قلبها قد يخرج من قفصها الصدري في أيّ لحظة، تردد صوت شهقاتها في الهواء بينما تجمعت الدموع في عينيها، تسلل برد الأرض إلى عظامها مما أدى إلى إرتجاف هيكلها الصغير، تشكلت حبات العرق البارد على جبينها.

" بابا..؟."

تردد صوت توسلاتها، و كأن الجدران تسخر منها، مرت بقايا الكابوس في عقلها، مذكرةً إياها بأن هذه ليست مرتها الأولى،
إستحوذ على قلبها ذكريات مماثلة
الخوف، الوحدة، العجز، الندم.

أغمضت عيناها بهدوء تحاول تهدئة نفسها و ضبط تنفسها.

أخذت شهيقًا عميقًا ثم زفرت ببطء، تمتمت بصوت مهزوز تحاول إقناع نفسها.

" لا بأس إنه مجرد حلمٍ سيء، إهدئي، لقد كان مجرد خطأ، لم تقصدِ-."

إنقطع صوتها بشهقة خافتة، إرتجف جسدها و كأن الكلمات التي كانت ترددها قد فقدت معناها، غمرتها موجة من اليأسِ و الندم، و بدأت دموعها تنهمر بدون توقف، صدى صوت شهقاتها في الغرفة المظلمة.

" أريد بابا!."

صرخت بأنفاس منقطعة بينما تلطخ كامل وجهها بالدموع، حركت يدها الصغيرة لتمسح وجهها لكن حال ذلك بسبب الأصفاد التي تحيط بكامل يديها الصغيرتين، نظرت لها بغضب قبل أن تعتدل في جلستها بسرعة.

بدأت بضرب الأصفاد على الأرض بغضب بينما إستمرت دموعها بالنزول بدون حسيب و لا قريب.

" أصفاد غبية!!."

إرتطم الحديد بالأرض بقوة، و صدى صوته في أنحاء الغرفة يعكس غضبها و يأسها، و قد نال كل ما في الغرفة نصيبه من مسباتها.

" أرضية قذرة!، غرفة كريهة!! سفينة قبيحة!!!. "

مع إستمرار ضربها للأرض زاد إحمرار معصميها و إهتز جسدها الصغير مع كل ضربة، و كأنّ الألمَ ينهشها ببطئ من الداخل.

" أريد فقط رؤية بابا!!."

- بعد ثلاثة أيام-.

وقفت بيدان مقيدتان أمام من كان السبب في تواجدها هنا، نظرت له بجمود و هو يحتسي كأس الخمر.


" أستبقى صامتًا هكذا أم ماذا؟!. "

صرخت بإنزعاج ليقابلها ضحكة خافتة منه، وضع الكأس بهدوء على الطاولة الصغيرة بجانبه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اِبْنته //كلابُ بونّغو الضَالةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن