‎8 : إِعـرَاضْ

603 78 402
                                    




حدّقَ أخضرُ الشّعرِ فِي السيّارةِ وهيَ تبتعد،
دونَ إدراكٍ منهُ وجدَ دموعهُ تنهمِر..

أخذَ يمسحُ دموعهُ بقسوةٍ بقُفّازِه، لا يَعلم لمَا الآن بالذّات..

لَم يبكِي سابقًا حينَ تحدّثَا ولَم يبكِي ليلتهَا أو ما بعدهَا..
لمَا الآن..؟

هَل أدركَ الأمرَ أخيرًا؟
هل استوعَب الآن؟

بأنّ إيمَا..
مع رجُلٍ آخرَ الآن..






تبسّمَ الأشقرُ بهدوءٍ حينَ نظرَ لمرآة السيّارَة فِي الأعلَى،
رأَى دموعَ مَن فِي ظنّكُم كَي يتبسّمَ بانتصارٍ هكذَا؟






علَى الرّغمِ مِن أنّهَا بجانبِه، ولكنّهَا مُشتّتةٌ ولَا تُفكّر إلّا بإيزوكو. جسدهَا حاضرٌ بجانبِه ولكنّ عقلهَا تاهَ ضالًّا بعيدًا عَنه.

كانَت تُحدّق فِي نافذةِ السيّارَة وهيَ تُفكّر، أفاقَت مِن شرودهَا حينَ رأَتهُ يتعدّى منزلهَا، رمشَت مرّتين والتفتَت لَه

_ إلَى أين؟ منزلِي فِي الاتّجاهِ المُعاكِس..
قالَت بتساؤل

ألقَى نظرةً سريعةً عليهَا ثُمّ أعادَ تركيزهُ للطّريقِ أمامَة، لَا تعلمُ لمَا فهمَت مقصدهُ من هذهِ النّظرَة لتلتفتَ بجزئهَا العلوِيّ نحوه

_ لَا تَقُل لِي-!!
تأفّفَت بتذمّرٍ عندمَا أدركَت بأن الجدالَ لَن ينفَع،
اتّكأَت علَى ظهرهَا بقسوةٍ وعقدَت ذراعيهَا.

لمَا يأخذهَا الآن دونَ إنذارٍ مُسبَق!!

_ لا أُصدّق!! لَمْ أتمكّن مِن تَوديعِ أحَدٍ حتّى!!
تذمّرَت مُتمتمةً لنفسهَا.

_ تَودِيع؟ مَن كذبَ عليكِ وقالَ بأنّكِ ستُهاجرِين؟
سَخِرَ بوجهٍ بارِد بينمَا قلّبَت عينيهَا لردِّه.

_ ماذَا عَن أمتعتِي!
قالَت حينَ وجدَت حُجّةً مُناسبَة

زفرَ ما بجوفِه وأجابهَا
_ سبَقنِي مُساعدِي إلَى منزلِك، أخذَ أمتعتكِ والآن يتّجهُ لمنزلِي وربّمَا قَد وصلَ إليهِ بالفِعل

كمَا أنّ الوقتَ مُناسبٌ الآن، حتّى تتمكّنِي مِن تفريغِ أمتعتكِ والانتهَاءَ منهَا قبلَ حلولِ الليل.

مَـنـسِـيْ | Forgotten حيث تعيش القصص. اكتشف الآن