ياللا ننعش الذاكرة كده وأفكركم ببعض المشاهد من #من_يعيد_قوس_قزح هتفيدنا في #على_خد_الفجر
اول لقاء بين ناي وإلياس في بغداد..
*******لفت انتباههما صوت جلبة قريبة..
يهب كلاهما واقفاً ليتوجها نحو مصدر الصوت القريب حيث كانت هناك فتاة في مقتبل العمر تتشبث بجلباب مؤيد.. ترجوه وسط شهقات بكائها لكنه كان يصفعها!!_اهدأ يا رجل.. ماذا تفعل؟! هل جننت؟!
يهتف بها إلياس بحمية نحو الفتاة التي بدت متقبلة لضربات العجوز قبل أن يبعد مؤيد عنها..
لينهار العجوز مثلها جالساً على الأرض وهو يهز رأسه مخفياً وجهه بين ذراعيه..فيما توجه يحيى نحو الفتاة المرتعدة التي لم ينقص بكاؤها فتنتها ليقول مهدئاً:
_أنا أعرفك.. ألستِ (ناي) حفيدة العم مؤيد؟!تهز رأسها بتشتت وهي ترمق جدها الجالس أرضاً بخزي قبل تتراجع للخلف متمتمة :
_أعتذر لأنني جئت إلى هنا.. كنت فقط أريد أن أخبر جدي شيئاً..يرمقهما يحيى بنظرة مشفقة توزعت عليهما بالتساوي وهو يشعر من انهيار العجوز أن صفعته لها تخفي خطأ جللاً..
قبل أن تصطدم عيناه بهذه القلادة في عنقها..شريط عريض من الفضة انتهت حافتاه بزهرتين معدنيتين تحاكيان الأقحوان بلون بتلاته الأبيض وقلبه الأصفر.. وقد نقشت عليه بخطّ عربي أنيق :
(لو بيّا يندار العمر.. مو مرة أحبنّك عشر)عبارة غزل عراقية شهيرة تعني بالفصحى (لو عاد بي العمر فلن أحبك مرة بل عشراً)!
فينعقد حاجباه بشدة وهو يدعو الله ألا يكون إلياس قد انتبه مثله إليها..
يلتفت نحوه بترقب ليدرك أنه قد فعل!!وفي مكانه كانت عينا إلياس معلقتين بقلادة الفتاة ونقشها المعدني المميز..
يالله!!
كيف يمكن أن تنبض قطعة معدن بكل هذا الفيض من المشاعر الذي اكتسحه وهو ينظر إليها؟؟!
هذه القلادة انتشرت كثيراً ك"موضة" للفتيات منذ ما يقرب من عشر سنوات هنا..
كانت أول هدية منحها ل "حبيبته الغائبة" أول مرة.. وآخر ما تعلقت به عيناه يوم فراقهما!!
يعرف أن الكثيرات وقتها كنّ يرتدين مثلها.. لكن موضتها اندثرت مع ما اندثر!
لهذا كانت دهشته بالغة وهو يراها في عنق فتاة حديثة السن مثلها!!يتنحنح يحيى محاولاً تلطيف الموقف بين الجد وحفيدته دون التدخل في شئونهما..
يمد يده للعجوز ليعينه على النهوض مربتاً على كتفه ومهدئاً ببعض العبارات المعتادة فيقف مؤيد مترنحاَ ليخاطب إلياس بقوله :
_أعتذر عما حدث.. سنغادر الآن.كلماته تفك السحر عن إلياس الذي يرفع عينيه عن قلادة الفتاة ليشيح بوجهه قائلاً بتلعثم:
_لا بأس.
يود لو يسأل الفتاة عن القلادة لكنه لا يجد الجرأة ليفعل..
فيلتقط يحيى بغيته ليلاطف الفتاة بقوله :
_قلادة جميلة لكنها قديمة بعض الشيء.. من أين اتيتِ بها؟!
_كانت لأمها.. رحمها الله.
يقولها العجوز بشجن غلب غضبه وجعل الدموع تتكدس في عينيه الهرمتين..
فيتمتم يحيي بتأثر وهو يختلس نظرة جانبية نحو إلياس الذي أغمض عينيه دون أن يفضح وجهه الجامد نحيب قلبه في هذه اللحظة :
_رحمها الله.. دعني أوصلكما للبيت.. لا تبدو بخير.
يرفض العجوز شاكراً لكن يحيى يصر بقوله :
_أنا أيضاَ أريد استعادة حاجياتي.
يتحرك ثلاثتهم ليغادروا المكان تظللهم سحابة توتر خانقة رغم محاولة يحيى تخفيف الأمر..
وتلاحقهم نظرة إلياس التي فاضت بالحنين..
والعبارة تدوي داخله.. تارة كعزف ناي رقيق.. وأخرى كقرع طبل هادر..
(لو بيا يندار العمر..مو مرة أحبنّك عشر)
======
أنت تقرأ
على خد الفجر
ChickLitعلى خد الفجر الجزء الثالث لسلسلة وهل للرماد حياة ( ماسة وشيطان ) لـنرمين نحمدالله